وطنية – كتبت صحيفة ” نداء الوطن ” تقول : تحت لواء بكركي الرعوي والوطني، وخلف رايتها التاريخية المتميزة في مقدّمة «المواجهة من أجل لبنان» منذ أيام «رسائل جمال باشا السفاح، وبعده سلطة الوصاية السورية ووصولاً اليوم إلى رسالة توقيف المطران موسى الحاج»، قرر رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع أنّ «يضع بعض النقاط على الحروف» جراء ما وصل إليه البلد من هلاك وانهيار و»خراب كامل شامل على اللبنانيين لم يروا مثله في تاريخهم حتى في عز أيام الحروب العالمية».
ومن منبر شهداء المقاومة اللبنانية وفي ذكراهم السنوية «الـ32 بعد نهاية الحرب»، حرص جعجع خلال الكلمة التي ألقاها للمناسبة أمس في معراب على رفع سقف «التحدي والمواجهة»، فدكّ جبهة العهد العوني وتياره بوابل من المواقف النارية بلغت حد وصف رئيس الجمهورية ميشال عون بأنه «أضعف رئيس في تاريخ لبنان، خاضع وخانع ضحى بشعبه ووطنه خدمة لمصالحه الشخصية»، مشدداً على أنّ المسيحيين باتوا يعدون الأيام «يوماً بعد يوم، لحظة بعد لحظة، لينتهي العهد الحالي في الوقت الذي يحنّون فيه للعشرين يوماً ويوم من عهد بشير الجميل»، فهشّم بخطابه صورة عون الرئاسية و»كفّن» عهده على بُعد أسابيع من انتهاء ولايته الرئاسية… وحينها «رح يطلعوا من القصر… ومن التاريخ كمان».
وبعد تقديمه جردة حساب بالفروقات الوطنية الشاسعة بين لبنان «الممانعة» الذي نعيشه اليوم من «فوضى وخراب ودمار وفقر ولا دولة وطوابير ذل وانقطاع في الدواء والكهرباء والماء واضطرار بعض الناس إلى أن تفتش في النفايات عن قوتها وسرقة الودائع والتهريب وتصنيع الكبتاغون ومصادرة القرار الاستراتيجي للدولة وتفكك مؤسساتها حيث لا دستور ولا ديمقراطية إنما فقط تكليف من الله لأحد معيّن بإدارة شؤوننا غصباً عنا وحصر خيارات اللبنانيين بالموت إما جوعاً أو في الحرب»، وبين «لبناننا، لبنان انتفاضة الاستقلال وسويسرا الشرق والنظام والدولة والعمران والحضارة والبحبوحة»، حذر جعجع من أنّ أصحاب «الكذبة الأكبر» حول تحصيل حقوق المسيحيين «بغية تحقيق حقوقهم ومكتسباتهم الشخصية على حساب المسيحيين» مستمرون في نهجهم التدميري، ونبّه إلى أنهم «يعطلون تشكيل حكومة جديدة، ويتحضرون كما دائماً لتعطيل الانتخابات الرئاسية، لمحاولة الاتيان بجبران باسيل أو «حدا من عندو» رئيسا للجمهورية».
وإذ بدت لافتة مشاركة وفد كتائبي وأعضاء «كتلة التجدد» تأكيداً على وحدة الصف مع «القوات» في جبهة المعارضة النيابية، شدد جعجع على المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتق النواب الذين هم «خارج محور الممانعة» للتنسيق في ما بينهم بغية إيصال «رئيس إنقاذي فعلي للبنان» في هذه المرحلة المفصلية، داعياً إياهم إلى «التقاط الفرصة المتاحة» اليوم «فنحن أمام استحقاق رئاسي مصيري وحاسم بين البقاء في النفق والموت في جهنم تحت الأرض، أو الخروج منه نحو الضوء والنور والحياة».
وحول مواصفات الرئيس الجديد المنشود، اختصرها جعجع برئيس «يعمل عكسُن»، فيكون ممثلاً «فعلياً للشرعية، غير خاضع لميليشيا غير شرعية خاضعة لدولة خارجية، يدافع عن سيادتنا ويستعيد لنا كرامتنا ويعيد القرار الاستراتيجي للدولة بدل ان يساعد في بقائه خارجها، رئيساً قوياً وقادراً على أن يقول» لأ» من دون خوف على مكتسباته أو رأسه أو رأس وريثه وولي عهده»، وجدد التأكيد على وجوب أن يكون رئيس «تحد ومواجهة» إنقاذياً، لا رئيساً وسطياً بين مشروع الخراب والدمار من جهة ومشروع الإنقاذ المطلوب من جهة أخرى، رئيساً يتحدى الفساد والفاسدين والتهريب والمهربين وأصحاب معامل الكبتاغون وجميع من يغطيهم ويحميهم، وكل من تسول له نفسه اتخاذ قرار سيادي واحد بدلا من الدولة»، وختم «بأعلى صوت ننادي أننا نريد رئيساً يتحدى كل من أوصلنا إلى مرحلة الغرق».
وكتكتل «الجمهورية القوية» باعتباره «أكبر كتلة في المجلس النيابي، ويتمتع بالتمثيل المسيحي الأكبر»، جدد جعجع مد اليد لكتل وأحزاب ونواب المعارضة على اختلاف تلاوينها قائلاً: «نحن غير متمسكين بأي شي، لا بل نحن مستعدون للتضحية بكل شي، شرط ان يتجمع كل فرقاء المعارضة حول مرشح إنقاذي واحد للوصول الى سدة الحكم، ولكن في حال لم نسلك هذا الطريق فعندها نكون خنا الأمانة الشعبية (…) والتاريخ لن يرحمنا».
على صعيد منفصل، برز أمس تأكيد المعطيات والمعلومات التي كانت «نداء الوطن» قد تفردت بالكشف عنها الأسبوع الماضي في ما يتصل بزيارة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين المرتقبة إلى لبنان، إذ أعلن قصر بعبدا أمس أنّ نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب أعلم رئيس الجمهورية أنه تواصل مع الوسيط الاميركي وتبلغ منه أنه سيزور لبنان في أواخر الاسبوع الجاري «لمتابعة البحث مع الجانب اللبناني في ملف الترسيم».
ونقل بو صعب لعون أنه «سمع من الجانب الأميركي أن الجهود المبذولة حالياً للتوصل إلى اتفاق عادل هي أولوية قصوى بالنسبة الى الجانب الأميركي
التعليقات