التخطي إلى المحتوى


على بعد 3 أيام من انتهاء ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون، وفي ظل مرور 4 جلسات فاشلة دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري لانتخاب رئيس جديد للبلاد، دعا الأخير لطاولة حوار يحضرها رؤساء الكتل النيابية؛ منعاً لإطالة أمد الفراغ الرئاسي.

وذكرت وسائل إعلام محلية، نقلا عن مصادر سياسية، أن رئيس المجلس النيابي سيبدأ بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، الاثنين المقبل، مشاورات مع الكتل النيابية، لمعرفة رأيها في شكل الحوار الذي سيدعو إليه للتعجيل في انتخاب رئيس للجمهورية.

الدعوة للحوار، تلقفها فريق من المعارضة بـ”التشكيك وعدم الارتياح”، ورأى فريق آخر أنها فرصة لمواجهة حزب الله بمسألة سلاح الحزب وطرحه على طاولة النقاش، فيما أعلن فريق الموالاة – المنقسم على مرشح واحد للرئاسة حتى اللحظة- ترحيبهم بدعوة “بري” التي وصفوها بـ”الإيجابية”.

ويوما بعد الآخر تقترب لبنان من الشغور في سدة الرئاسة التي باتت أمرا حتميا، بعد فشل مجلس النواب اللبناني على مدار 4 جلسات في انتخاب رئيس خلفا لـ”عون”، نتيجة إحجام فريق الموالاة (الفريق السياسي لميشال عون) من جهة عن ترشيح شخص محدد، وتمسكهم بالورقة البيضاء كخيار تعطيلي حتى اللحظة، في مقابل عدم توحد قوى المعارضة خلف المرشح النائب ميشال معوض.

وإزاء المراوحة في المكان تلك، دعا رئيس مجلس النواب اللبناني  إلى طاولة حوار مفتوح بعد انتهاء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

ولفت في تصريحات صحفية إلى أن “الحوار الذي يسعى له يأتي تحت عنوان تأمين أوسع تأييد نيابي لانتخاب رئيس توافقي، مشيرًا إلى أن المطلوب اليوم وقف الانهيار غير المسبوق كشرط أساسي للانتقال به إلى مرحلة التعافي.

وأهمية المكتب السياسي لحركة أمل التي يترأسها بري “أهمية تلاقي إرادات الكتل النيابية على حوار جدي وتواصل مفتوح ومباشر، بعيدا عن المواقف المسبقة كما أعلن دولة الرئيس نبيه بري من أجل الوصول إلى تفاهم واتفاق على اسم الرئيس المقبل”.

وقال عضو النائب قاسم هاشم كتلة “التنمية والتحرير” (التكتل النيابي لحركة أمل) في حديث تلفزيوني : “أن جلسات الحوار ستتضمن بنداً واحداً وهو انتخاب رئيس للجمهورية فقط لا غير”.

لكن الدعوة التي حملها بري، لاقت هجوما من فريق المعارضة، فيما رحب بها فريق الموالاة. وذهب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، إلى إعلان “عدم الارتياح إلى دعوة نبيه بري للحوار”.

وقال “جعجع” عقب اجتماع لتكتل الجمهورية القوية (التكتل النيابي لحزب القوات)، الجمعة، ناقش الاستحقاق الرئاسي: “سنتجاوب مع دعوة بري لكن بالشكل الآتي وهو اقتراحنا أن يدعو الأخير، إلى جلسة لانتخاب الرئيس، على شرط ألا تكون صورية”، مردفا : “في إطار هذه الجلسة إن كان هناك ما يجب التشاور حوله ويتعلق بموضوع الانتخاب، فسنفعل ذلك لو مهما استغرق الأمر وقتا”.

واعتبر جعجع أن “الدستور يعطي النواب حرية انتخاب من يريدون لا حرية تعطيل النصاب” . ورأى أن الحوار والتشاور ليسا بحاجة لمنابر، قائلا “لا دليل على إرادة الفريق الآخر بالتوافق على مرشح، ونحن لدينا مرشحنا وسنستمر بالتصويت له”.

من جهته، أعلن رئيس حزب الكتائب سامي الجميل تلبية الحزب دعوة الحوار، مستدركا في تصريحات تلفزيونية أمس، “لكننا لن نقبل بأي رئيس جمهورية لا يفتح ملف سلاح ​حزب الله​، والسؤال الذي سأوجهه لحزب الله على ​طاولة الحوار،​ هو هل يريد الاستمرار كما كان منذ 15 سنة بالسيطرة على البلد بالسلاح ​ والتعطيل واستعمال العنف، أم يريد فتح صفحة جديدة؟”.

وأضاف الجميل: “حزب الله يتحمل المسؤولية المباشرة بكل ما وصل إليه البلد فهو كان يشكل الحكومات، ويملك الأكثرية النيابية.. فلننتهِ من منطق مواطنين درجة أولى، وآخرين درجة ثانية، ولنكن متساوين في الدستور والقانون واتخاذ القرارات، فلنضع أنفسنا تحت سقف المؤسسات والدستور ونطبق ​الديمقراطية​”.

في المقابل، رحب التيار الوطني الحر على لسان رئيسه النائب جبران باسيل بالحوار، قائلا في حديث تلفزيوني سابق : “أي دعوة حوارية من الخارج أو من الداخل كدعوة رئيس المجلس النيابي نتعاطى معها من حيث المبدأ بإيجابية.

وبدوره، قال “تكتل لبنان القوي” النائب أسعد درغام،: “موقفنا إيجابي من هذا الحوار الذي سيدعو له الرئيس بري”، مضيفاً: “لا يوجد بديل عن الحوار بين الكتل النيابية والقوى السياسية كافة ونحن أول من دعينا إليه”.

وتابع في تصريحات صحفية: “نأمل أن نصل لاتفاق، إن كان على صعيد انتخاب رئيس جمهورية، أو على صعيد أي ملف آخر يمكن أن يُطرح على هذه الطاولة”.

وقال مراقبون إن إجماع فريق 8 آذار (الموالاة) على الذهاب إلى طاولة الحوار التي دعا لها بري، رغم تعمد تعليق جلسات الانتخاب السابقة، يوحي بدفعهم لمرحلة “تضييع وقت” إضافية، حتى يتم توافقهم على مرشح واحد ومقاربة بينهم للاستحقاق الرئاسي .

وكان “باسيل” قد أعلن في وقت سابق أنه لن يصوّت لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية، والذي يقف خلف ترشحه حزبَ الله. فرغم عدم إعلان الحزب مرشحه للرئاسة حتى الآن، إلا أن “فرنجية” ، ألمح في حديث مؤخرا دعمه من قبل الحزب اللبناني المدعوم من إيران.

وقال رئيس تيار المردة في مقابلة مع إحدى القنوات المحلية: “أنا متفائل رئاسياً بحظوظي أكثر من المرة الماضية، رغم أن الظرف قد لا يوحي بذلك”.

وكشفت قناة محلية ( أل بي سي) عن لقاء جمع الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ورئيس “التيار الوطني الحر”، منذ يومين، تناول موضوعي رئاسة الجمهورية والشغور على مستوى الرئاسة والحكومة.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *