متابعة-سوزان حسن
تنتشر صفة الكذب لدى الأطفال بسبب الخوف من العقاب، أو لدى المراهقين لشعورهم بأنّ قصصهم ورغباتهم هي حريتهم الخاصة ولا يريدون إخبار أحد بها، كما أن البالغين يكذبون في بعض الحالات لعدة أسباب.
علامات كشف الكذب:
استنتج علماء النفس العديد من العلامات التي تظهر بشكل لا إرادي من الأشخاص الكاذبين أثناء روايتهم للكذبة، قد تتم ملاحظتها جميعها أو بعض منها، عند ملاحظتها يجب البدء بالتفكير بطرق لمواجهة الشخص الكاذب، ومن أشهر تلك العلامات ما يأتي:
١-نبرة الصوت العالية جدًا أو المنخفضة جدًا بشكل يلفت الانتباه.
٢-الكذب يسبب الشعور بعدم الراحة، وبالتالي فإنّ الكاذب قد يقف ثابتًا أثناء كذبه.
٣-استخدام كلمات معقدة لا يستخدمها الشخص في كلامه عادةً.
٤-يمكن ملاحظة أنّ الشخص ينظر إلى جهة معينة أثناء كذبه غالبًا ما تكون الجهة اليسرى، ولكن هذا يختلف حسب الشخص الأيمن أو الأعسر.
٥-قد يحاول الكاذب أثناء كذبه إخفاء فمه بيديه أو إغماض عينيه بسبب التوتر الشديد الناتج عن الكذب.
٦-المحاولة المستمرة للتحدث بهدوء و يتخلل ذلك فترات توقف عن الكلام بشكل متكرر.
٧-ذكر العديد من التفاصيل الغير هامة؛ لإقناع المستمع بأنّ القصة التي يرويها الكاذب صحيحة.
٨-الإشارة بالأصابع بشكل مستمر نحو الأشخاص أو الجمادات المحيطة كمحاولة لتشتيت انتباه المستمع.
طرق لمواجهة الشخص الكاذب:
هناك العديد من الطرق لمواجهة الشخص الكاذب، والهدف من تلك المواجهة هي معرفة سبب الكذب وتوعية الكاذب وتنبيهه حتى لا يقع بذلك مرةً أخرى، وفيما يأتي بعض تلك الطرق بحسب عمر الشخص الكاذب وسبب كذبه:
١-مواجهة الطفل الكاذب:
تختلف أسباب كذب الأطفال، لذلك الخطوة الأولى هي معرفة السبب وراء كذب الطفل بشأنه والتعامل معه بحسب ذلك، قد يكون الخوف من العقاب، أو لكسب الأصدقاء الكثر، وقد يكون للتهرب من بعض الأعمال الصغيرة، لذلك يجب إعطاء الطفل الأمان والتقرب منه لمعرفة سبب الكذب وعدم الغضب منه أو معاقبته بالتخويف؛ لأنّ ذلك يجعله يبتكر أساليب جديدة في كذبه، لذلك يجب منح الثقة للطفل ليعبر عن أسبابه بصراحة ودون خوف، وعدم الصراخ عليه ومناداته بالكاذب، بالإضافة للتحدث معه بأسلوب طفولي يوضح أضرار الكذب وآثاره السيئة.
٢-مواجهة المراهق الكاذب:
السبب الرئيسي لكذب المراهقين هو شعورهم بالخصوصية اتجاه جميع تفاصيل حياتهم، لذلك عند محاولة الاستفسار عن تلك الجوانب سيبدؤون في التفكير بعدّة قصص غير واقعية، والحل في تلك الأثناء هو التقرب لهم وتوضيح وفهم مشاعرهم وحقّهم في الاحتفاظ بخصوصيتهم، وتكوين صداقة معهم وبالتأكيد الابتعاد عن تهديدهم ومعاقبتهم، فإنّ ذلك سيكسر الحواجز التي وضعها المراهق وسيبدأ بالتحدث بالحقيقة من تلقاء نفسه.
٣-مواجهة البالغ الكاذب:
يُعدّ الكذب لدى البالغين من أصعب أنواع الكذب، ومواجهته حساسة بعض الشيء، لكن من المهم اختيار الوقت المناسب للتحدث والمواجهة، حيث لا يكون أمام العديد من الناس، وعدم نعت ذلك الشخص بالكاذب أبدًا، بالإضافة للتدرج في المواجهة، في البداية يجب البحث عن دلائل الكذب عن طريق البحث في الشبكة العنكبوتية أو إجراء المكالمات الهاتفية للتأكد من صحة أو كذب المعلومات، ثم التحدث معه بشكل منفرد مع عرض الأدلة التي أثبتت أنّ تلك المعلومات خاطئة، والاستماع لعذره وتوضيحاته، وتوضيح أهمية الثقة في العلاقات بين الأصدقاء أو الأزواج أو الأخوة، وكيف يؤثر ذلك الكذب سلبيًا على تلك العلاقة.
وختاما ، في حال فشل هذه الطرق لمواجهة الشخص الكاذب واستمراره بذلك فذلك يعني أنّه مصاب بمرض الكذب ويحتاج حينها للقيام بمشورة أخصائي في علم النفس ليتعامل مع تلك الحالة بطرق معينة في العلاج النفسي، من المهم مساعدة الشخص الكاذب على التخلص منه.
التعليقات