... التخطي إلى المحتوى

نشرت في:

رحب الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الخميس بااتفاق الحدود البحرية الذي تم إبرامه بين لبنان وإسرائيل بوساطة أمريكية وقال إنه “انتصار كبير للبنان”. من جهته اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد أن لبنان “اعترف” بدولة إسرائيل من خلال موافقته على الاتفاق.

أعلن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الخميس انتهاء “الإجراءات والاستنفارات الاستثنائية” التي قام بها حزبه خلال الأشهر الماضية بعد إبرام لبنان وإسرائيل رسميا اتفاق ترسيم الحدود البحرية.

وقال نصر الله، الذي كان قد هدد إسرائيل بتصعيد عسكري في حال أقدمت على أي نشاط في المنطقة البحرية التي كان متنازعا عليها، “كل التدابير والاجراءات والاستنفارات الاستثنائية والخاصة التي قامت بها المقاومة منذ عدة أشهر، أعلن الآن أنها انتهت”.

وتابع “المهمة أنجزت”، معتبرا الاتفاق “انتصارا كبيرا للبنان”.

وأبرم لبنان وإسرائيل الخميس رسميا اتفاق ترسيم الحدود البحرية بينهما بعد أشهر من مفاوضات مضنية بوساطة أمريكية، بعد تسليم الوثائق الرسمية التي تتضمن موافقتهما على الاتفاق للوسيط الأمريكي والأمم المتحدة في جنوب لبنان.

ويذكر أنه خلال الأشهر الماضية، وجه حزب الله، القوة السياسية والعسكرية الأبرز في لبنان، تحذيرات متكررة إلى إسرائيل، وهدد باستهداف كافة الحقول الإسرائيلية في حال مُنع لبنان من استخراج النفط والغاز.

كما أرسل حزب الله في حزيران/يونيو مسيرات غير مسلحة باتجاه حقل كاريش، الذي كان يقع في منطقة متنازع عليها وبات من حصة إسرائيل وفق الاتفاق الجديد.

وشدد نصر الله، الذي كان أعلن أن حزبه سيوافق على الاتفاق في حال موافقة السلطات اللبنانية عليه، على أن الاتفاق “ليس معاهدة دولية وليس اعترافاً بإسرائيل”.

سفينة حربية ألمانية من التي تم نشرها كجزء من قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، في مياه البحر الأبيض المتوسط ​​قبالة روش هنيكرا في شمال إسرائيل والناقورة ، في جنوب لبنان في 27 تشرين الأول/أكتوبر 2022.
سفينة حربية ألمانية من التي تم نشرها كجزء من قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، في مياه البحر الأبيض المتوسط ​​قبالة روش هنيكرا في شمال إسرائيل والناقورة ، في جنوب لبنان في 27 تشرين الأول/أكتوبر 2022. © أ ف ب

“اعتراف” بدولة إسرائيل

من جهته اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد الخميس أن لبنان “اعترف” بدولة إسرائيل من خلال موافقته على الاتفاق على ترسيم حدوده البحرية مع الدولة العبرية بوساطة أمريكية.

وقال لابيد في مستهل اجتماع لمجلس الوزراء الذي صادق على الاتفاقية “هذا إنجاز سياسي، فليس كل يوم تعترف دولة معادية بدولة إسرائيل في اتفاق مكتوب أمام المجتمع الدولي بأسره”.

وتابع قائلا “لا تقف كل يوم الولايات المتحدة وفرنسا وراءنا وتوفران ضمانات أمنية واقتصادية للاتفاق”.

وتابع “هذا أيضا إنجاز اقتصادي. بدأ أمس إنتاج الغاز من منصة كاريش. وستحصل إسرائيل على 17% من أرباح حقل قانا صيدا اللبناني، ستذهب هذه الأموال إلى الاقتصاد الإسرائيلي وستُستخدم في الصحة والرفاهية والتعليم والأمن”.

ومن المقرر توقيع الاتفاق في مقر قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان في بلدة الناقورة الحدودية بحضور الوسيط الأمريكي آموس هوكستين ومنسقة الأمم المتحدة الخاصة في لبنان جوانا رونيكا.

وانطلقت مفاوضات مكثفة برعاية أمريكية عام 2020، وتوصل البلدان اللذان لا يزالان رسميا في حالة حرب، إلى اتفاق لترسيم حدودهما البحرية ما أزال عقبات رئيسية أمام استغلال حقول غاز في شرق البحر الأبيض المتوسط.

وينص الاتفاق على أن يكون حقل كاريش البحري تحت السيطرة الإسرائيلية وأن يستغل لبنان حقل قانا، على أن تحصل الدولة العبرية على حصة من الإيرادات المستقبلية لهذا الحقل من شركة توتال التي ستتولى استخراج الغاز المحتمل منه.

وجدد الرئيس الأمريكي جو بايدن الأربعاء وصف الاتفاق بأنه “اختراق تاريخي”، وقال إنه سيتيح للبلدين تطوير حقول الطاقة ومن شأنه أن “يخلق أملا جديدا وفرصا اقتصادية”.

وردا على تصريحات لابيد أكد الرئيس اللبناني ميشال عون الخميس أن “لا أبعاد سياسية” لاتفاق ترسيم الحدود البحرية.

وقال عون في تغريدة إن “انجاز ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية عمل تقني ليست له أي ابعاد سياسية أو مفاعيل تتناقض مع السياسة الخارجية للبنان في علاقاته مع الدول”. ولبنان وإسرائيل حالة حرب، ولن يلتقي ممثلوهما مباشرة خلال توقيع الاتفاق بعد ظهر الخميس.

 

فرانس24/ أ ف ب

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *