أشار بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي، في احتفالية افتتاح المطرانية القديمة وكنيسة السيدة في حلب، وصلاة الشكر في كنيسة مار الياس، الى أننا “نحن ههنا وجرح حلب ما زال مفتوحاً لم يندمل. نحن ههنا وجرح المسيحية المشرقية ينزف مع استمرار تغييب مطراني حلب يوحنا إبراهيم وبولس يازجي. ومع استمرار هذا الخطف يبقى صوتنا مرفوعاً مع الغصة الكبرى أننا طرقنا كل الأبواب وإلى الآن نفعل ذلك من دون أي نتيجة. إن ما يؤلمنا ويحز في نفسنا بقدر الخطف المدان ذاته هو تناسي القضية والتعاجز عن فعل أي شيء. ولكن كل ذلك يضع في قلوبنا وفي أذهاننا، أننا موجودون ههنا بقوة اتكالنا على الله وبصبرٍ وبرجاءٍ نستمده من محيا وجه المسيح، إلهِنا ومخلصنا.”
وقال: “نداؤنا إلى العالم أجمع: إرفعوا الحصار الاقتصادي الآثم عن شعبنا والذي يستهدف أولاً وأخيراً لقمة عيش الإنسان المشرقي بالدرجة الأولى. إن الأزمة تنتهي ولكن آثارها الاقتصادية الثقيلة تحصد ما لم تحصده الحرب أرواحا. لسنا هواة هجرةٍ وتهجيرٍ. نريد أن نحيا في بلدنا التي نحب ونعشق. إرفعوا عن شعبنا الحصار الاقتصادي فنحن لَم نُخلق لنموت على قارعة الشواطئ ولا لنتفيأ بظلال الغربة. نريد أن نعيش في أرضنا وبلادنا التي هي منا القلب والكيان. وليس الكلام هنا عنْ شاعريةٍ أو طوباويةٍ. إن كلفة المهجرين على اقتصادكم لأعلى بكثير من الكلفة التي تتنكّبونها ههنا تنفيذاً لحصارٍ ودعماً لأطرافٍ وغيرها. دعونا نعيش في أرضنا وفي أرض أجدادنا وما افتتاحنا لهذه الدار إلا دليلٌ على أننا نَحنُّ دوماً وأبداً إلى هذه الأرض وإلى صدرنا سنضم ثراها أسوةً بأجدادنا الذين شرّبونا فيها حب المسيح وأصالة الإيمان جيلاً بعد جيل، وصلاتنا من حلب من أجل سلام سوريا ومن أجل خير لبنان”.
التعليقات