... التخطي إلى المحتوى

بعد ٤٤ خطابا ترى خطاب اليوم كالخطاب الاول بعد اختفاء الإمام الصدر والوعود اليوم هي نفسها في اول خطاب فلم تؤثر هذه الخطابات في تحقيق رؤى الإمام الصدر ولا أي من اهدافه الوطنية العابرة لحدود المناطق والطوائف لا سيما رؤاه وخطبه في بناء الدولة وصيانة الدولة وتأكيد الإنتماء الوطني.

 

انتهت الاحتفالات بذكرى اختفاء الإمام السيد موسى الصدر الذي مر على اختفائه ٤٤ عاما،  واستمعنا  للخطاب رقم ٤٤ للرئيس نبيه بري في هذه المناسبة الأليمة والتي أُريد لها أن تكون مجرد ذكرى للخطابات وإصدار المواقف ومناسبة للاستغلال  السياسي أكثر  مما ينبغي فكانت بعيدة عن موسى الصدر الفكر والنهج والمشروع والرؤية. 

 

تفرد الإمام موسى الصدر بين رجال الدين اللبنانيين (الشيعة) بأنه الاوحد الذي كان صاحب مشروع متكامل وصاحب رؤية واضحة وثابتة فلم يفصل الجهد السياسي عن الجهد الإجتماعي ولم يفصل مشروعه ضد الإحتلال الإسرائيلي عن الواقع اللبناني وعن واقع اللبنانيين لا سيما البيئة الشيعية، وسعى بالتوازي للتوفيق بين المشروع الجهادي والجهد الإجتماعي فلم يقدم المقاومة على ما عداها من شؤون الناس وأزماتهم فكان  الناس في رؤية الإمام الصدر هم حجر الأساس في بناء المقاومة ضد الإحتلال وقد وضع اللبنة الاولى في هذا المشروع ولكنه لم يذهب بعيدا، ولم يسبق الناس ولم يسبق الدولة وكان حاسما في أن الأولوية هي للشأن الإجتماعي وصيانة الوضع الداخلي وقال كلمته المشهورة: “إن حماية السلم الأهلي أهم من مقاومة الإحتلال الاسرائيلي” 

 

 

وبالتأكيد كان الإمام أول الداعين لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي وأول المؤسسين لهذه المقاومة وأول المنظرين للعمل المقاوم في لبنان وجعل من المقاومة في زمنه مشروعا وطنيا عاما لكنه لم يقدمه على غيره وكانت أولوياته الشأن العام الإجتماعي والإصلاحي ولم يتردد في يوم من الأيام أن يكون إلى جانب الناس محبا متواضعا وخادما والشواهد على ذلك كثيرة.

 

 

أما اليوم وبعد ٤٤ خطابا  لم يأخذوا عن الإمام الصدر إلا ما يريدون، كما لم يأخذوا إلا المقاومة وشعارات المقاومة أما فكرة الإمام الصدر في بناء الدولة وفي الاصلاح وفي محاربة الفساد فهي مغيبة بشكل كامل عن قصد أو عن غير قصد.

 

 

كانت المقاومة في مشروع الإمام الصدر في أدنى سلم الاولويات ولم يقدمها على ما عداها من شؤون المجتمع والناس كما لم يقدمها على العمل السياسي ومشروع بناء الدولة ذلك ان المقاومة أمتداد لا ينفصل عن الناس والدولة القوية والسياسات الواضحة.

 

بعد ٤٤ خطابا ترى خطاب اليوم كالخطاب الاول بعد اختفاء الإمام الصدر والوعود اليوم هي نفسها في اول خطاب فلم تؤثر هذه الخطابات في تحقيق رؤى الإمام الصدر ولا أي من اهدافه الوطنية العابرة لحدود المناطق والطوائف لا سيما رؤاه وخطبه في بناء الدولة وصيانة الدولة وتأكيد  الإنتماء الوطني.


إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *