التخطي إلى المحتوى

بعد ثلاثة أشهر من تبنيه قراراً يحث إيران على تقديم إجابات شافية حول مواقع نووية مشبوهة، وتقرير مشابه أيضا صدر قبل أيام قليلة، يجتمع مجلس المحافظين بالوكالة الدولية للطاقة الذرية، اليوم الاثنين، لبحث الملف الإيراني.

وتتجه الأنظار إلى هذا الاجتماع لاسيما أنه يأتي في وقت حساس، بعد تشاؤم لفّ المفاوضات النووية عقب الرد الإيراني الأخير على النص الأوروبي المقترح.

لا إجابات شافية بعد

كما يأتي بعد تقرير للوكالة يوم الأربعاء الماضي، أكد أن مخزون طهران من اليورانيوم المخصب بنسبة تصل إلى 60 بالمئة، القريبة من تلك اللازمة لصنع أسلحة نووية، زاد إلى المستوى الذي يكفي، في حالة زيادة تخصيبه، لصنع قنبلة نووية. وذكّر أيضا بأن السلطات الإيرانية لم تقدم حتى الآن إجابات شافية حول مصدر جزيئات اليورانيوم التي عثر عليها في 3 مواقع غير معلن عنها، قبل سنوات.


خيبة أمل أوروبية

وقبيل هذا الاجتماع عبرت الدول الثلاث التي تعرف باسم الثلاثي الأوروبي عن خيبة أملها من مسار المفاوضات النووية التي تعرقلت مؤخراً إثر رد إيران على النص الأوروبي المقترح لإعادة إحياء الاتفاق الذي وقع عام 2015.، ومطالبتها بوقف تحقيقات الوكالة الذرية.

فقد اعتبرت الدول الأوروبية أن “هذا المطلب الأخير يثير شكوكاً جدية بشأن نوايا إيران والتزامها بنتيجة ناجحة بشأن خطة العمل الشاملة المشتركة”، في إشارة إلى الاسم الكامل للاتفاق النووي. ورأت أن هذا الموقف يتعارض مع تعهدات طهران الملزمة قانوناً ويهدد احتمالات إحياء الاتفاق ثانية.

تشدد المواقف
فيما ردت الخارجية الإيرانية واصفة البيان بغير البناء، و”ناصحة الدول الأوروبية الثلاث بلعب دور أكثر فاعلية فيما يتعلق بتقديم حلول لإنهاء الخلافات القليلة المتبقية”.

بدوره دخل المبعوث الروسي إلى المحادثات، ميخائيل أوليانوف، على الخط، ورد على البيان الأوروبي عبر تويتر أمس، معتبراً أنه “جاء حقا في وقت غير مناسب تماما”. إلا أنه قال إن ما يبدو حاليا حجر عثرة أمام المحادثات لا يمثل عقبة خطيرة”.

لكن في إشارة إلى مدى تشدد المواقف، علق المفاوض الفرنسي فيليب إيريرا على تويتر مخاطبا نظيره الروسي، بالقول “لم تعد هناك مفاوضات نشطة منذ رد إيران الأخير والذي كنت أنت على علم به”.

ليرد أوليانوف بدوره قائلا “إنهما على الأقل متفقان على عدم وجود مفاوضات نشطة”.

إذاً يتصاعد على ما يبدو التشاؤم من احتمال عودة المفاوضات التي انطلقت في أبريل العام الماضي (2021) بفيينا، إلى مسارها المثمر، مطيحاً بأشهر وجولات وصولات من المحادثات استمرت 16 شهراً بين طهران والغرب، لم تنته حتى اللحظة بإعلان الدخان الأبيض.

يذكر أن الاتحاد الأوروبي كان قدم في الثامن من أغسطس الماضي، نصاً نهائيا للتغلب على مأزق إحياء هذا الاتفاق.

وقد تسلم المنسق الأوروبي جوزيف بوريل الرد الإيراني الأول، في منتصف الشهر الماضي (أغسطس 2022)، تلاه الرد الأميركي على الملاحظات والمطالب الإيرانية، ليأتي لاحقاً رد طهران الثاني، ويضع المحادثات في مهب الريح. “العربية” 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *