... التخطي إلى المحتوى

17 مليون طن من الحبوب موجودة في مخازن أوكرانيا معدة للتصدير من محصول العام السابق (Getty)

وصلت الباخرة AK AMBITION إلى مرفأ طرابلس، شمالي لبنان، وهي محمّلة بالذرة والزيوت النباتية الأوكرانية، وذلك على وقع احتفال أقامته السفارة الأوكرانية في معرض استقبالها اليوم الاثنين.

وقال مصدر في السفارة الأوكرانية لـ”العربي الجديد” إن هذه الشحنة اشترتها شركة خاصة، في حين أشار مصدر مسؤول في وزارة الاقتصاد اللبنانية إلى أن هذه الشحنات ما عادت تمرّ عبر الوزارة منذ أن جرى رفع الدعم كلياً عن هذه المواد، وبات التعامل محصوراً مع إدارات المرافئ، التي تعنى بحركتها.

وشدد السفير الأوكراني لدى لبنان إيهور أوستاش، في كلمة له، على أن “ما حصل اليوم مهمّ جداً لكل من لبنان وأوكرانيا، وهو دليلٌ على الجهود الأوكرانية الدؤوبة والحثيثة لمساعدة اللبنانيين على تخطي الصعوبات التي تواجهها كل دولة في الشرق الأوسط في ضمان أمنها الغذائي، وكلنا نعرف الأسباب الحقيقية لهذه المشاكل، وأعني بذلك العدوان الروسي على أوكرانيا”.

ولغاية تاريخه يوجد 17 مليون طن من الحبوب لا تزال موجودة في المخازن معدة للتصدير من محصول العام السابق في أوكرانيا، بحسب السفير الذي رأى أن “هجوم روسيا أدى إلى تغيير سلاسل الإمداد الغذائي في العالم، حيث إن المنتجات التي لن تتمكن أوكرانيا من توريدها إلى السوق العالمية تثير سلسلة من ردات الفعل، فالبلدان المتقدمة تزيد مخزونها، والعديد من البلدان تحد من التجارة في ظل حالة عدم اليقين. ونتيجة لذلك، ترتفع الأسعار بشكل أكبر، ويزداد خطر الجوع في البلدان الفقيرة”.

ووفقاً لبيانات وزارة الزراعة الأميركية بناء على أداء عام 2021 /2022، فإن حصة أوكرانيا هي أكثر من 10% من إجمالي صادرات القمح في جميع أنحاء العالم، و14% من إجمالي الذرة، و17% من مجموع الشعير و47% من إجمالي زيت عباد الشمس.

وقبل الحرب، صدّرت أوكرانيا ما بين 5 و6 ملايين طن من المنتجات الزراعية على أساس شهري، جرى تصدير 90% منها من الموانئ البحرية في البحر الأسود وبحر آزوف.

ويؤكد الخبراء أن أكثر من 400 مليون شخص في العالم يعتمدون على إمدادات الحبوب من أوكرانيا.

السفير أشار إلى أن “سكان معظم هذه البلدان يعانون تقليدياً من نقص الغذاء وحتى الجوع. أما لبنان، ففي عام 2021 وقبل الغزو الروسي الواسع النطاق بلغت وارداته من أوكرانيا 80% من مجموع ما يستورده من القمح، و60% من الزيت النباتي، ونحن نعتقد أنه من غير المقبول جعل الدول رهينة للإمدادات الغذائية الخارجية”.

ويُعد تصدير الحبوب الأوكرانية ضرورياً لضمان الاستقرار الاقتصادي العالمي، والتغلب على الزيادات الحادة في الأسعار، والتخفيف من تأثير أزمة الغذاء على الأشخاص الأكثر ضعفاً في إفريقيا وآسيا.

وأكد الوزير في كلمته أن “أوكرانيا والمزارعين الأوكرانيين مستعدون للوفاء بالتزاماتهم في توريد الحبوب والمنتجات الزراعية الأخرى إلى السوق العالمية لتلبية الطلبات المتزايدة من الغذاء”.

وتمكّنت أوكرانيا من زيادة قدرة الشحنات البرية والنهرية، حيث إنه في أغسطس/ آب الماضي، جرى تصدير نحو 1.6 مليون طن من المنتجات الزراعية من موانئ نهر الدانوب، عن طريق السكك الحديدية، حوالي 1 مليون طن، وعن طريق البر، أكثر من 0.6 مليون طن من المنتجات الزراعية.

وجرى تصدير ما مجموعه 3.3 ملايين طن من المنتجات الزراعية من موانئ أوديسا والموانئ الأوكرانية على نهر الدانوب في أغسطس/آب، إجمالاً 220 سفينة و5 ملايين طن جرى تصديرها من منطقة أوديسا.

وبحسب بيانات الجمارك اللبنانية عن 7 أشهر من العام الجاري، من أصل ما مجموعه 325 ألف طن من القمح التي جرى استيرادها إلى لبنان، تم استيراد 210 آلاف طن من أوكرانيا، أي ما يعادل 63%.

وبالنسبة إلى زيت عباد الشمس، يلاحظ السفير أن “الحصة الأوكرانية أكثر تواضعاً لكنها لا تزال كبيرة وتشكل 16%، مما يجعل بلدنا في المركز الثالث بين موردي الزيت النباتي إلى لبنان”.

بدوره، قال مدير مرفأ طرابلس أحمد تامر إن “الدولة الأوكرانية أثبتت أنها تقف إلى جانب الشعب اللبناني خلال الأزمة الاقتصادية التي يمر بها لبنان واهتمامها بالأمن الغذائي لشعبه”.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *