... التخطي إلى المحتوى

قتل وأصيب عشرات من ميليشيا أسد (الفرقة الرابعة) بتفجير مجهول و”غير مسبوق”، وقع بحافلة عسكرية ضمن الحصون الأقوى للميليشيات بريف دمشق، في خسارة تعد الأكبر على مستوى الضربات التي تلقاها نظام أسد خلال العام الجاري.

وذكر مصدر عسكري في بيان لميليشيا أسد نشرته وكالة “سانا”، اليوم، أن تفجيراً بعبوة ناسفة استهدف حافلة مبيت لميليشيا أسد على طريق دمشق -الصبورة بريف دمشق الغربي الشمالي، وأسفر عن مقتل 18 عنصراً وإصابة 27 آخرين في حصيلة غير نهائية.

وقال المراسل الموالي (علي صارم) إن جثامين القتلى نقلت إلى مشفى تشرين العسكري و”معظمهم مجهولو الهوية لشدة قوة التفجير”، وأضاف في وصفه لحالة القتلى: “عاجز اللسان عن الوصف.. سامحوني لا أستطيع تصوير تلك المشاهد التي أراها”، فيما عرف من القتلى العنصر فداء مسعود، من قرية عناب بريف حماة، ومحمد صلاح إسبر من قرية نعمو الجرد بريف بانياس

وأفاد مراسلنا بريف دمشق، ليث حمزة أن التفجير وقع عند الساعة السابعة والنصف صباحا، على طريق الصبورة خلال عودة حافلة المبيت من منطقة السومرية المحاذية لدمشق، باتجاه مواقع ميليشيا الفرقة الرابعة بمحيط منطقة الصبورة، مشيراً إلى أن العناصر المستهدفين جميعهم من المتطوعين في الميليشيا، وليسوا من صفوف “التسويات”.

وذكرت مصادر محلية لأورينت نت، أن قتلى التفجير تخطوا 28 قتيلاً بينهم ضباط إضافة لـ 20 مصاباً، وجميعهم من (الفوج 46) من صفوف “الفرقة الرابعة” التي يقودها ماهر شقيق بشار أسد، فيما نشرت الصفحات الموالية صوراً أولية للتفجير، وتظهر فيها حافلة كبيرة وقد تعرضت لدمار واسع نتيجة قوة التفجير.

ووقع الانفجار على طريق الصبورة الواصل بين منطقتي قدسيا ودمّر إلى منطقة الزبداني، حيث الحدود اللبنانية، في الجهة الغربية الشمالية من ريف دمشق، والتي تشكل الحصن الأقوى لميليشيات أسد (الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة) وتتوزع فيها كبرى النقاط والثكنات العسكرية ومساكن الضباط والأفرع والنقاط الأمنية.

ولم تتضح تفاصيل التفجير والجهة المنفذة، لكنّ موالين ربطوا الأمر بـ “الخيانة الداخلية” في صفوف ميليشيات أسد، كون التفجير أعد داخل الثكنات العسكرية وكراجات الانطلاق المحصنة بحراسة شديدة في منطقة معلنة سابقاً بأنها خالية من “العصابات الإرهابية” وفق رواية إعلام أسد، وكتبت الصحفية المنحدرة من القرداحة (فاطمة سلمان) تعبيراً عن السخط الشعبي: “لازم كل باص مبيت يركب فيه ابن مسؤول وهيك الباص بيتم فحصه بالمجهر قبل انطلاقه”.

 

سيناريوهات مشابهة

ويعيدنا التفجير إلى حادث مماثل وقع أكثر المواقع تحصينا في ذات الشهر العام الماضي، بتفجير عبوة ناسفة بحافلة مبيبت تحت جسر “الرئيس” وسط دمشق، وأسفر عن مقتل 13 عنصراً وإصابة عشرات آخرين حينها.

وقال إعلام أسد الرسمي حينها إنّ التفجير وقع من داخل الحافلة التي كانت تقل عدداً من الموظفين الإداريين للوحدات العسكرية، وخلال البث المباشر أكد أحد عناصر الأمن للمراسل وجود عبوة غير منفجرة داخل الحافلة، ما يؤكد أن العبوات لم تكن مزروعة على الطريق بل داخل الحافلة.

وعادة ما تبقى حافلات المبيت بكراجات مخصصة للأجهزة الأمنية، ما يرجح وقوف عناصر من أجهزة نظام أسد الأمنية وراء تفخيخ الحافلة.

ويتضح من تقاطع الشهادات أنّ المستهدفين هم عناصر بالأجهزة الأمنية، كما إنّ العبوات الناسفة تمّ وضعها داخل الكراج الخاص بذلك الباص ولم تكن مزروعة بالطريق، الأمر الذي يؤكد أنّ اختراقاً كبيراً داخل تلك الميليشيات أو الأفرع الأمنية.

سبق ذلك انفجار مماثل ضرب العاصمة دمشق في آب العام الماضي، واستهدف حافلة عسكرية في “مساكن الحرس” بالقرب مشروع دمّر، وقال نظام أسد حينها إن الانفجار نجم عن “تماس كهربائي أدى إلى انفجار خزان الوقود في الحافلة واشتعاله، ما أسفر عن مقتل سائق الحافلة وإصابة 3 آخرين”.

 

google news icon
تابعوا آخر أخبار اورينت عبر Google News

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *