... التخطي إلى المحتوى

تطور السمكة بسبب الظروف المحاكية يثير قلق الفريق العلمي، بعد أن تغير لون بقعها السوداء وتقلصت الفترة الزمنية اللازمة لتفقيس البيض كما نفذ بسرعة صفار البيض الذي تستمد منه الفراخ طاقتها في المراحل المبكرة من الحياة.

  • ذهول علمي: سمكة قرش تمشي
    قرش ايبوليت نحيل ذو لون رملي وعلى جانبه بقعة سوداء كبيرة

يعكف فريق بحثي أميركي على دراسة تطوّر الحياة المبكرة لسمك قرش من نوع “ايبوليت” نظراً لقدرة هذه السمكة على التأقلم مع الظروف المحيطة وخاصة على صعيد ارتفاع حرارة كوكب الأرض.

وتُظهر مقاطع فيديو انتقال هذه السمكة إلى اليابسة مستخدمة زعانفها للتنقّل في ظاهرة تبرز قدرتها للبقاء على قيد الحياة في ظروف مختلفة.

وقالت ماريان بورتر، أستاذة علم الأحياء بجامعة فلوريدا أتلانتيك، “إن فهم كيفية قيام هذه الحيوانات بذلك وكيف تنجح للغاية، يمكن أن يعلمنا الكثير حول ما هو مطلوب لتكون قادرة على البقاء على قيد الحياة في الظروف المناخية المستقبلية التي من المفترض أن نعيشها”.

بدورها، وصفت جودي رومر، أستاذة البيولوجيا البحرية في جامعة جيمس كوك في أستراليا، قرش “ايبوليت” بأنه يتمي~ز بعدة صفات، منها أنه نحيل ذو لون رملي، وعلى جانبه بقعة سوداء كبيرة تشبه الإبوليت، وهي قطعة القماش التي يرتديها العسكر عادة على زيّهم التقليدي.

وتشكّل المياه الضحلة الدافئة التي يسكنها سمك قرش ايبوليت تهديدات مستمرة له، خاصة خلال فصل الصيف أثناء المد المنخفض، ما ساهم في تطوير هذه السمكة لقدرات تأقلم عالية.

واستطاعت هذه الأسماك أن تطور قدرات المشي على البرّ أيضاً للهرب من الثدييات البحرية المفترسة الأكبر حجماً مثل أسماك قرش الثور، فهي باتت قادرة على الاختباء داخل الزوايا والشقوق في الشعاب المرجانية، كما أنها تستطيع الزحف فوق الشعاب المرجانية المكشوفة والانزلاق إلى بركة مد وجزر أخرى.

وفي بحث نُشر مؤخراً في مجلة علوم البيولوجيا التكاملية والمقارنة عن أسماك القرش، ركزت رومر وبورتر  على تطور الحياة المبكرة لسمكة القرش هذه، حيث تم الاحتفاظ بالبيض في بيئة تحاكي ما يمكن أن تكون عليه الظروف المناخية في منتصف إلى أواخر القرن الحادي والعشرين.

وأثار تطور السمكة بسبب الظروف المحاكية قلق الفريق العلمي، بعد أن تغير لون بقعها السوداء وتقلصت الفترة الزمنية اللازمة لتفقيس البيض كما نفذ بسرعة صفار البيض الذي تستمد منه الفراخ طاقتها في المراحل المبكرة من الحياة، ما يعني أنه على هذه الأسماك تطوير مهارات البحث عن الطعام في وقت مبكر.

وتنذر استجابة اسماك القرش هذه للتهديدات البيئية بصورة قاتمة لبقية المخلوقات التي تستوطن الشعاب المرجانية، كما لباقي أنواع أسماك القرش.

وفي هذا السياق، قالت رومر إن “كل شيء مترابط للغاية”، وأي تغيّر في أعداد سمكة “ايبوليت” من شأنه أن يخلّ بالتوازن البيئي.

وعلى الرغم من أن الأمر يستغرق أجيالاً، إلا أن الباحثين يأملون في معرفة المزيد عن التكيفات الجينية التي سيجريها القرش للبقاء على قيد الحياة في ظل ظروف أكثر دفئاً، خاصة في حالة أسماك القرش هذه، التي تصل إلى مرحلة النضج الجنسي في سن متأخرة.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *