... التخطي إلى المحتوى

يتداول مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي صورة بمزاعم انها تظهر “جثمان ‏عنصر من حزب الله اعيد الى لبنان بعد مقتله خلال الاحتجاجات التي تشهدها ايران”. غير أنّ هذا الزعم غير صحيح. في الواقع، الصورة قديمة، بحيث تعود الى 20 كانون الثاني 2015، وتظهر “أقرباء القائد في “حزب الله” محمد عيسى، يقفون حول نعشه خلال تشييعه في عرب صاليم بجنوب لبنان”، بعد مقتله في غارة اسرائيلية في سوريا يومذاك. FactCheck#

 

“النّهار” دقّقت من أجلكم 

 

الوقائع: الصورة تظهر نساء  تجمعن حول نعش عليه صورة رجل. وكتب عليها في شريط اصفر اسفلها: “والدة الشهيد تامر محمد: فخورة باستشهاد ابني خلال المواجهات مع المخربين في ايران”، بينما ظهر شعار قناة “المنار” التابعة لـ”حزب الله” اعلاها الى اليمين. منذ ايام، تكثف التشارك فيها، عبر صفحات وحسابات (هنا، هنا، هنا، هنا…)، بمزاعم انها تظهر “لبنانيا قُتل خلال الاحتجاجات في ايران”، و”هو عنصر من حزب الله”. 

 

 

التدقيق: 

جاء انتشار الصورة في وقت دخلت حركة الاحتجاجات التي أشعلتها وفاة الشابة مهسا أميني وتُقابل بقمع شديد من قبل السلطات، أسبوعها الخامس. 

 

وقد اعتقلت شرطة الأخلاق الشابة الإيرانية الكردية مهسا أميني (22 عاما) في 13 أيلول في طهران لانتهاكها قواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية خصوصا ارتداء الحجاب. وقد أثار موتها في 16 أيلول بعد ثلاثة أيام على اعتقالها أكبر موجة تظاهرات في إيران منذ احتجاجات عام 2019 ضد رفع أسعار الوقود، على ما أوردت وكالة فرانس برس. 

 

وقضى العشرات، بينهم عناصر من قوات الأمن، على هامش الاحتجاجات التي تؤدي النساء دورا أساسيا فيها. وأعلنت السلطات توقيف مئات المحتجين لضلوعهم في “أعمال شغب”.


وفي احدث تطورات الاحتجاجات، شهد سجن إوين بطهران ليل السبت حريقا واضطرابات التي اسفرت عن مقتل ثمانية نزلاء، وفق ما أفادت السلطة القضائية الإيرانية الإثنين 17 تشرين الاول 2022، بعد وفاة أربعة أشخاص متأثرين بجروهم.

 

– حقيقة الصورة –

غير ان الصورة المتناقلة لا علاقة لها بالاحتجاجات في ايران، وفقا لما يتوصل اليه تقصي حقيقتها. 

 

فالبحث العكسي عنها يوصلنا الى مصدرها الاصلي، وكالة رويترز (هنا، هنا)، التي نشرتها في 20 كانون الثاني 2015، مع شرح ان “أقرباء القائد في حزب الله اللبناني محمد عيسى، المعروف باسم أبو عيسى، يقفون حول نعشه مع طفل ولعبة سلاح خلال تشييعه في عرب صاليم بجنوب لبنان”. 

 

واضافت الوكالة: “اتخذت القوات الإسرائيلية مواقع على طول خط فض الاشتباك مع سوريا يوم الاثنين (19 كانون الثاني 2015)، بعد يوم على غارة جوية إسرائيلية في سوريا أسفرت عن مقتل قائد في حزب الله اللبناني ونجل القائد العسكري للجماعة الراحل عماد مغنية. وقال بيان للجماعة إن الضربة الصاروخية أصابت قافلة تقل جهاد مغنية وأبو عيسى في محافظة القنيطرة قرب هضبة الجولان المحتلة، مما أسفر عن مقتل ستة من عناصر حزب الله. ولم تعلّق إسرائيل رسميًا على الضربة، لكن مصدرًا أمنيًا إسرائيليًا أكد لرويترز أن إسرائيل نفذتها. وقال مسؤول دفاعي إسرائيلي إن التصعيد “ممكن بالتأكيد… ونحن نستعد لهذا الاحتمال.”

 

تصوير: علي حشيشو/ رويترز. 

 

 

 

 

وقد نشرت مواقع اخبارية يومذاك تقارير عن “مقتل 6 من عناصر حزب الله في غارة إسرائيلية بهضبة الجولان” (هنا، هنا، هنا…). 

 

والى جانب كون الصورة المتناقلة لا علاقة لها بالاحداث المستجدة في ايران، فإن البحث يبيّن ايضا ان قناة “المنار” لم تنشر القول المزعوم لـ”والدة الشهيد تامر محمد: فخورة باستشهاد ابني خلال المواجهات مع المخربين في ايران”. ولا اثر لتصريح مماثل.

 

وهذا يعني ان هذا التصريح مفبرك، وقد أضيف شعار قناة “المنار” الى الصورة، ضمن عملية الفبركة. 

 

النتيجة: اذاً، لا صحة للمزاعم ان الصورة المتناقلة تظهر “جثمان ‏عنصر من حزب الله اعيد الى لبنان بعد مقتله خلال الاحتجاجات التي تشهدها ايران”.  في الواقع، الصورة قديمة، بحيث تعود الى 20 كانون الثاني 2015، وتظهر “أقرباء القائد في حزب الله محمد عيسى، يقفون حول نعشه خلال تشييعه في عرب صاليم بجنوب لبنان”، بعد مقتله في غارة اسرائيلية في سوريا. كذلك، فإن التصريح المزعوم لـ”والدة الشهيد تامر محمد” مفبرك، ولم تنشره قناة “المنار” او غيرها من المواقع. 

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *