التخطي إلى المحتوى

تُثار بين الفينة والفنية المخاوف من اصطدام أحد الأجرام السماوية بالأرض، وأغلب هذه المخاطر تتأتى من الكويكبات التي تمتد مداراتها حول الشمس وتنطلق بسرعة خيالية. فما هذه الأجسام الفضائية؟ وكيف يمكن حماية الأرض من مخاطرها؟

منذ سنوات عديدة ووكالات الفضاء تراقب حركة الأجرام السماوية التي يمكن أن تشكل خطرا على كوكبنا الأرض. ففي حالة اصطدام أي جرم بالأرض فالعواقب ستكون وخيمة على كوكبنا وسكانه. وإذا اصطدم كويكب قطره 100 متر مثلا بالأرض وسقط في المحيط سيخلف موجات تسونامي ضخمة من شأنها أن تدمر السواحل وتزهق العديد من الأرواح.

واصطدام الكويكبات بكوكب الأرض قد يؤدي إلى تدمير قارة بأكملها وذلك حسب قوة هذا الاصطدام ومكان حدوثه. ولتفادي مثل هذه الكوارث أطلقت مؤسسة أمريكية خاصة حملة جمع تبرعات لتطوير تلسكوب فضاء للإنذار المبكر.

على هذا الصعيد أكد علماء فلك أن كويكباً صغيراً كاد يضرب الأرض بعد ساعات من اكتشافه. لكن من المحتمل أن يكون قد احترق في الغلاف الجوي للأرض قبل حصول الارتطام، وفي حدث يبيّن حجم المخاطر المُحيطة بالأرض، رصد علماء كويكبا اقترب كثيراً من الأرض. وتتسبب هذه الكويكبات في حال اصطدامها بالأرض في حدوث أضرار مدمرة أشبه بانفجار القنبلة النووية.

في أحدث التقارير بهذا الشأن، رصد خبراء كويكبا يتراوح قطره بين 187 و427 قدما على مسافة قريبة جدا من الأرض قدرت بنحو 70 ألف كيلو مترا، أي أقرب من القمر إلى كوكبنا. وأطلق العلماء على هذا الكويكب اسم „OK 2019“، ويشدد الخبراء بأنه “قريب بشكل مدهش”. ووفقا، للخبراء فإن اصطدم هذا الكويكب بالأرض، فسوف يحدث انفجارا مشابها لانفجار “قنبلة نووية”.

ويخشى هؤلاء الخبراء من أن يصل حجم الدمار الذي سيخلفه هذا الكويكب إلى “أكثر من 30 ضعف حجم دمار انفجار القنبلة الذرية في هيروشيما” اليابانية. ووصف دوفي في تصريحات أدلى بها إلى صحيفة سيدني مورنينغ هيرالد، الكويكب بأنه “مدمر”.

وهذا الكويكب سبق له أن مرّ بالقرب من الأرض، لكنه لم يكن قريبا بهذه المسافة. على الرغم من أنه كان يبعد أكثر من 40 مليون كيلومتر عن الأرض.

وحذرت ناسا من هذا الكويكب الذي هو واحد من أربعة كويكبات قريبة من الأرض، باعتباره “الأخطر” نظرا لكونه “الأكبر” حجما و”الأقرب” مسافة من الأرض، حسب الوكالة الأمريكية، وتتوقع ناسا أيضا أنه لن يكون الكويكب الوحيد الذي يهدد كوكبنا، بل إنه واحد من 165 كويكب ضخم يهدد الأرض في الفترة من العام الجاري وحتى عام 2116، وفقا لصحيفة ديلي إكسبريس الأسترالية.

ويتفق العلماء بشكل كبير أن كويكبا مشابها قد وضع حدا للحياة على الأرض في عصر الديناصورات. فإمكانية اصطدام كويكب بهذا الحجم بالأرض يتكرر كل 100 مليون عاما، في حدث يبيّن حجم المخاطر المُحيطة بالأرض، تأخر علماء في اكتشاف كويكب اقترب كثيراً من الأرض. وتتسبب هذه الكويكبات في حال اصطدامها بالأرض في حدوث أضرار مدمرة وموجات تسونامي.

رغم أن علماء الفضاء، نجحوا في أكثر من مرة في اكتشاف عدة كواكب، ومجرات يعود بعضها إلى بدايات نشوء الكون، إلاّ أن كويكباً استطاع قبل أيام الاقتراب من كوكب الأرض، دون أن يتم اكتشافه على وجه السرعة، مما يضع كوكبنا الأزرق في مرمى الخطر.

المسبار “دارت” ينجز مهمته بالاصطدام بكويكب في الفضاء

اصطدم مسبار “دارت” التابع لوكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” بكويكب، مدمرا نفسه في عملية الاصطدام تلك، وقد صمم هذا الاصطدام المدبر لمعرفة مدى إمكانية منع صخرة كبيرة في الفضاء من الاصطدام بالأرض، بحرفها عن مسارها بسلام.

وارسلت كاميرا المسبار قبيل وصولها للهدف، وهو كويكب بعرض 160 مترا يسمى ديمورفوس، مباشرة حتى لحظة الاصطدام صورا بمعدل صورة في الثانية، وقد ظل بث الصور مستمرا حتى لحظة الاصطدام وتدمير المسبار.

وجري هذا الاختبار في الفضاء على بعد حوالي 11 مليون كيلومتر عن الأرض، حيث اصطدم مسبار “دارت” الذي يبلغ وزنه 570 كيلوغراما بالكويكب، وتقول الوكالة إن “الصخرة ليست في الوقت الحالي في الطريق للاصطدام بالأرض، ولن يجعلها الاختبار تغير اتجاهها عن طريق الخطأ لتتجه إلى الأرض”.

وتم الاصطدام في الساعة 23:14 بتوقيت غرينتش يوم الاثنين. حيث راقبت التلسكوبات هذا من بعيد، بما في ذلك مرصد الفضاء الفائق الجديد المعروف باسم “جيمس ويب”، لقد شاهدنا جميعا كيف صورت هوليوود ذلك برواد فضاء شجعان وباستخدام أسلحة نووية.

ولكن كيف نحمي الأرض من كويكب قاتل حقيقي؟ تقترب ناسا من معرفة ذلك. وفكرتها ببساطة هي اصطدام مركبة فضائية بأحد الكويكبات، والفكرة تعتمد على الحاجة إلى تغيير سرعة الصخرة بمقدار ضئيل لتغيير مسارها، بحيث تخطئ الأرض – شريطة أن يتم ذلك على بعد ووقت كافيين مقدما، وتتحقق مهمة اختبار إعادة توجيه الكويكب المزدوج التي ينفذها”دارت”من هذه النظرية من خلال اصطدام شبه مباشر بديمورفوس الذي يبلغ عرضه 160 مترا بسرعة تزيد على 20000 كيلومتر في الساعة، ويجب أن يغير هذا مداره حول كويكب أكبر منه بكثير، يسمى ديديموس، ببضع دقائق فقط كل يوم.

وأوضحت الدكتورة نانسي شابوت التي تعمل في مختبر الفيزياء التطبيقية بجامعة جونز هوبكنز، والتي تقود مهمة وكالة ناسا: أن مهمة “دارت هي أول مهمة اختبار دفاع كوكبي لإثبات فاعلية اصطدام مركبة فضائية مع كويكب من أجل تحريك موقعه بشكل طفيف جدا في الفضاء”، وأضافت في مقابلة مع بي بي سي: “هذا هو ما ستفعله قبل سنوات، إذا كنت بحاجة، لإعطاء الكويكب دفعة صغيرة لتغيير موقعه في المستقبل حتى لا تكون الأرض والكويكب في مسار تصادم”.

وكان ضرب ديموفوس هو التحدي الكبير. إذ لا يستطيع المسبار دارت تمييز هدفه ديمورفوس من ديديموس، الذي يبلغ عرضه 780 مترا، إلا في آخر 50 دقيقة أو نحو ذلك، وقال الدكتور توم ستاتلر، عالم برنامج دارت في وكالة ناسا: “بسبب سرعة الضوء والمسافات التي ينطوي عليها الأمر، فليس من المجدي حقا أن يكون هناك طيار جالس على الأرض بعصا تحكم في المركبة الفضائية. ليس هناك وقت كاف للرد”، وأضاف: “اضطررنا إلى تطوير برنامج يمكنه تفسير الصور التي التقطتها المركبة الفضائية، ومعرفة الهدف الصحيح وإجراء مناورات تصحيح المسار عن طريق إطلاق الدفاعات.”

وأعاد “دارت” الصور إلى الأرض بمعدل صورة واحدة في الثانية خلال توجهه نحو “الضرب بعمق”. التي ظهرت في البداية كنقطة ضوء في الصور تنمو بسرعة لملء مجال الرؤية بالكامل، قبل أن تنقطع التغذية فجأة مع تدمير المركبة الفضائية.

وليست هذه لحسن الحظ نهاية القصة. فقد حمل دارت معه قمرا إيطاليا مكعبا يبلغ وزنه 14 كغم أطلق قبل بضعة أيام. وتتمثل مهمته في تسجيل ما يحدث عندما يحفر دارت حفرة في الكويكب، وسوف تصل صوره، التي التقطت من مسافة آمنة تبلغ 50 كيلومترا، إلى الأرض خلال الأيام المقبلة، وقال سيمون بيروتا الذي يعمل في وكالة الفضاء الإيطالية: “سوف يمر القمر ليتشياكيوب بعد حوالي ثلاث دقائق من اصطدام دارت”، وأضاف: “اختير هذا التوقيت للسماح بتطوير الأمور بالكامل لأن أحد الإسهامات الرئيسية لـ”ليتشياكيوب” هو توثيق ما حدث والتأكد من انحراف مدار الكويكب”.

ويستغرق دوران ديمورفوس حاليا حول ديديموس ما يقرب من 11 ساعة و55 دقيقة. ومن المتوقع أن يغير الاصطدام زخم الجسم الأصغر بحيث تقل الفترة المدارية إلى نحو 11 ساعة و45 دقيقة. وستؤكد قياسات التلسكوب هذا في الأسابيع والأشهر المقبلة.

وتشير الدراسات الاستقصائية للفضاء إلى جانب التحليلات الإحصائية إلى أننا حددنا أكثر من 95 في المئة من الكويكبات المتوحشة التي يمكن أن تبدأ في الانقراض عالميا إذا اصطدمت بالأرض (ولن يحدث ذلك إذ حسبت مساراتها وعرف أنها لن تقترب من كوكبنا). لكن هذا لا يزال يترك العديد من الأشياء الصغيرة التي لم تكتشف حتى الآن، والتي يمكن أن تسبب الفوضى، حتى وإن كان ذلك فقط على نطاق منطقة أو مدينة ما.

وإذا اصطدم جسم مثل ديمورفوس بالأرض، (وهذا لن يحدث)، فقد يحفر حفرة ربما يبلغ قطرها كيلومترا واحدا وعمقها بضع مئات من الأمتار. وسيكون الضرر شديدا في المنطقة المجاورة للارتطام، وستمتلك وكالة الفضاء الأوروبية (إيسا)، بعد أربع سنوات من الآن، ثلاث مركبات فضائية – تُعرف مجتمعة باسم مهمة هيرا – للتعامل مع ديديموس وديمورفوس وإجراء مزيد من دراسات المتابعة.

مهمة فضائية مشتركة هدفها حماية الأرض

اصطدام محتمل لأجرام سماوية بالأرض قد يكون له عواقب وخيمة على الكوكب الأزرق. علماء الفضاء يريدون من خلال إرسال مسبارين فضائيين، حماية الأرض من خطر اصطدام كويكبات وأجرام فضائية.

حتى الآن لا تمتلك البشرية أي تقنيات لمواجهة أي اصطدام محتمل للكويكبات مع الأرض، رغم أن الخبراء يناقشون منذ سنوات كيفية تحويل جرم طائر عن مداره. لكن الأمر يمكن أن يتغير في المستقبل القريب كما ذكر موقع “فيلت” الألماني. الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء “ناسا” ووكالة الفضاء الأوروبية “إيسا” والمركز الألماني للفضاء يخططون للمهمة الفضائية “Aida”، المهمة ستكون في بادئ الأمر اختبارية في محاولة لإبعاد كويكب صغير عن مساره في الفضاء.

وسيتم في المهمة الفضائية “Aida” إرسال مسباري ” Dart” و”Hera” للكويكب المزدوج “ديديموس” الذي يتكون من جرمين يبلغ قطرهما حوالي 780 مترا و160 مترا. وسيقوم مسبار “Dart” للإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء “ناسا” في أكتوبر عام 2022 بالاصطدام بالجرمين، بسرعة تقدر بستة كيلومترات في الثانية، لإبعادهما عن مسارهما. فيما سيقوم مسبار “Hera” لوكالة الفضاء الأوروبية “إيسا” بعد ثلاث سنوات بمعاينة عملية إبعاد الكويكب المزدوج “ديديموس” وقياسه.

التلسكوب الحارس

تقوم مؤسسة أمريكية خاصة بجمع تبرعات لمهمة فضائية تستهدف حماية كوكب الأرض من صدمات مع كويكبات أخرى. وحسب المؤسسة ذاتها فقد تعرضت الأرض لصدمات من 26 كويكبا بقوة تفجيرية تتراوح بين كيلوطن و600 كيلوطن من مادة “تي ان تي” شديدة الانفجار وذلك خلال الفترة بين عامي 2000 و2013.

وعلى سبيل المقارنة، كانت القنبلة الذرية التي دمرت مدينة هيروشيما اليابانية في عام 1945 بقوة 15 كيلوطن. وقد تم رصد هذه الصدمات من خلال شبكة من أجهزة الاستشعار التي تديرها منظمة معاهدة حظر التجارب النووية الدولية والتي تستهدف اكتشاف التفجيرات النووية، وأشارت مؤسسة “بي 612” ومقرها كاليفورنيا إلى أن الأرض تصطدم باستمرار بشظايا من الكويكبات. وقالت إن معظم هذه الكويكبات تنفجر على مستويات مرتفعة للغاية في الغلاف الجوي ولذلك لا تتسبب في أضرار جسيمة. وبالإضافة إلى الاصطدام الذي وقع بقوة 600 كيلوطن في مدينة تشيليابينسك بروسيا في عام 2013، كانت هناك صدمات من كويكبات بقوة أكبر من 20 كيلو طن في إندونيسيا وفي المحيط الجنوبي والبحر المتوسط منذ مطلع الألفية الثالث.

وقال رائد الفضاء الأمريكي السابق إد لو، الرئيس التنفيذي لمؤسسة “بي 612 ” والمؤسس المشارك فيها ” في حين أنه تم الكشف عن معظم الكويكبات الكبيرة التي لها القدرة على تدمير بلد أو قارة بأكملها، لم يتم الكشف سوى عن أقل من 10 آلاف من بين أكثر من مليون من الكويكبات الخطيرة التي يمكن أن تدمر منطقة حضرية كبرى بأكملها، وذلك بواسطة المراصد الحالية الموجودة في الفضاء أو التي تعمل من الأرض”.

وتابع ” لأننا لا نعرف أين أو متى سيحدث الاصطدام الكبير المقبل، فإن الحظ فقط هو الشيء الوحيد الذي يمنع حدوث كارثة من كويكب كبير الحجم يمكن أن يدمر مدينة”. ولتغيير ذلك، تخطط مؤسسة “بي 612” لإطلاق مهمة “تلسكوب الفضاء الحارس” وهو عبارة عن تلسكوب فضاء للإنذار المبكر يعمل بالأشعة تحت الحمراء من المتوقع أن يكتشف حوالي 500 ألف كويكب قريب من الأرض – وتحديد مساراتها.

كويكب يحترق في الغلاف الجوي للأرض

أكد علماء في “مركز الكواكب الصغيرة” التابع للاتحاد الفلكي الدولي أن كويكباً يبلغ قطره خمسة أمتار أطلق عليه “2014 إي إيه” كان سيضرب الغلاف الجوي للأرض، ودخل الكويكب الغلاف الجوي للأرض فوق المحيط الأطلسي في منطقة تقع بين أمريكا الوسطى وشرق إفريقيا.

وبحسب تصريح عالم الفيزياء بيتر براون لمجلة “سكاي آند تلسكوب”، فإن تأثير الكويكب حال ارتطامه بالأرض يعادل قوة تفجير 500 إلى 1000 طن من مادة (تي إن تي). وأكد عالم الفيزياء أن الكويكب كان صغيراً جداً لدرجة أنه لم يتمكن من الوصول إلى الأرض سليماً، ويعد الكويكب “2014 إي إيه” هو الأول الذي يكتشف في العام الحالي. وكان حوالي 400 شخص قد أصيبوا وتضررت منشآت في ست مدن إثر سقوط قطع من نيزك على الأرض في مقاطعة تشيليابينسك الروسية في شهر فبراير/ شباط الماضي، حسبما ذكرت وزارة الطوارئ الروسية.

ناسا وصيد الكويكبات لتكون منصة انطلاق إلى المريخ

إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) تأمل في التقاط ونقل كويكب إلى مدار حول القمر كجزء من خططها الرامية إلى إرسال رواد فضاء إلى كويكب بحلول عام 2025، ليكون ذاك الكويكب منصة انطلاق إلى المريخ.

قال مسؤولون في إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) يوم الأربعاء11أبريل/ نيسان 2013) إن الرئيس باراك أوباما يريد من الوكالة أن تبدأ العمل في العثور على كويكب صغير يمكن إدخاله إلى مدار قريب من القمر ثم يستخدمه رواد الفضاء كموطئ قدم لرحلة محتملة إلى المريخ. وأدرج المشروع – الذي يتصور إمكانية وصول رواد الفضاء إلى مثل هذا الكويكب قبل عام 2021- ضمن خطة إنفاق لناسا قيمتها 17.7 مليار دولار اقترحها أوباما للعام المالي 2014.

وفي إطار تلك الخطة يتم التقاط ونقل كويكب يصل وزنه 500 طن عبر معدات روبوتية، والسماح لرواد الفضاء بزيارته بحلول عام 2021 لجمع عينات. وبداية من العام المقبل وبطلب ميزانية مبدئية بقيمة 78 مليون دولار، ستعمل ناسا على تحديد الكويكبات المحتملة لتنفيذ تلك المهمة وتطوير تكنولوجيا لالتقاط الكويكب.

وستساعد تلك المهمة “ناسا” على فهم أفضل للأجسام القريبة من الأرض والكشف عن المخاطر المحتملة على نظامنا الشمسي. كما سيعمل الكويكب أيضا كمقصد وسيط لرواد الفضاء حيث تعمل ناسا على تطوير خطط لإرسال بشر إلى كوكب المريخ في ثلاثينات القرن الحالي، وقال تشارلز بولدن مدير ناسا للصحفيين في مؤتمر بالهاتف “ستتيح لنا هذه المهمة تطوير تقنياتنا وأنظمتنا بشكل أفضل للوصول إلى ما هو أبعد مما وصلنا إليه من قبل .. إلى كويكب ثم إلى المريخ وهما مكانان حلمت بهما البشرية لكن لم يراودها أي أمل على الإطلاق لتحقيق هذا الحلم”، واقترح أوباما في 2010 أن تعقب ناسا برنامج المحطة الفضائية الدولية برحلة مأهولة إلى كويكب بحلول عام 2025. وطورت ناسا صاروخا للأحمال الثقيلة وكبسولة للفضاء العميق لحمل رواد فضاء إلى ما وراء محطة الفضاء الدولية التي تبعد عن الأرض بحوالي 400 كيلومتر.

كويكب بقوة 30 قنبلة نووية يقترب من الأرض

رصد خبراء كويكبا يتراوح قطره بين 187 و427 قدما على مسافة قريبة جدا من الأرض قدرت بنحو 70 ألف كيلو مترا، أي أقرب من القمر إلى كوكبنا. وأطلق العلماء على هذا الكويكب اسم „OK 2019“.

ويشدد البروفيسور مايكل براون من كلية الفيزياء وعلم الفلك بجامعة موناش الأسترالية بأنه “قريب بشكل مدهش”. ووفقا، للخبراء فإن اصطدم هذا الكويكب بالأرض، فسوف يحدث انفجارا مشابها لانفجار “قنبلة نووية”.

فقد أورد موقع “sciencealert” أن كويكبا اقترب الخميس الماضي (25 يوليو/تموز 2019) من الأرض. ويطلق على هذا الكويكب تسمية “OK 2019 “، وكان على بعد حوالي 70 ألف كيلومتر من الأرض.

وتابع نفس المصدر، الذي يُعنى بالأخبار العلمية، أن علماء من “SONEAR” البرازيلي اكتشفوا أمر هذا الكويكب في وقت متأخر، وعلى بعد ساعات فقط من اقترابه من الأرض، ما يُبين حجم السرعة الكبيرة التي تتحرك بها هذه الكويكبات، بيد أن كويكب”OK 2019″ لم يشكل أي خطر على الأرض، حسب نفس المصدر.

وفي نفس السياق، أوضح موقع “ديلي ميل” أنه منذ اكتشاف”OK 2019″ تتبع العلماء مسار هذا الكويكب حتى تمكنوا من رصده بأثر رجعي، وذلك في ملاحظات تم تجميعها في شهر يونيو/ حزيران، وأضاف الموقع البريطاني نقلاً عن بعض الخبراء قولهم: إن هذا الكويكب (أكبر من تمثال الحرية)، وسيحتاج عدة سنوات من أجل الظهور مرة ثانية.

من جهة أخرى، أفاد موقع مجلة “نيوز ويك” الأمريكية أنه على الرغم من أن كويكب “OK 2019” كان سيلحق دماراً في حال اصطدامه بالأرض، إلاّ أنه لا يُقارن مع الكويكب الذي قضى على الديناصورات في وقت سابق للغاية.

وكانت وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا”، ذكرت في (26 مايو/أيار 2019) أن كويكبا يحمل رقم “1999 KW4” والبالغ قطره 1.3 كيلومتر، اقترب بشكل كبير للغاية من الكرة الأرضية وكاد يصطدم بها، حسب ما أورده موقع “دير فيستن” الألماني.

بعد عامين.. مركبة فضائية تصل إلى كويكب قد يصطدم بالأرض

وصلت مركبة فضائية أميركية بعد رحلة استغرقت عامين إلى كويكب “بينو”، الذي يحتمل اصطدامه بالأرض على نحو كارثي يوماً ما بعد 150 عاماً. الرحلة في إطار مهمة فضائية هي الأولى من نوعها لأخذ عينة من تربة الكويكب.

اقتربت مركبة الفضاء “أوزوريس-ريكس” التي أطلقتها إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) عام 2016 من كويكب بحجم ناطحة سحاب يعتقد أنه يحمل مركبات عضوية أساسية للحياة لكنه في الوقت نفسه قد يصطدم بالأرض في غضون نحو 150 عاماً.

و”بينو” عبارة عن كتلة صخرية تبدو كشجرة بلوط عملاقة ويبعد عن الشمس نفس المسافة التي يبعدها كوكب الأرض تقريباً ويعتقد أنه غني بجزيئات عضوية دقيقة يمثل الكربون عنصراً رئيسياً فيها وترجع لأوائل أيام المجموعة الشمسية. وقد تحتوي المعادن الموجودة في هذا الكويكب على الماء وهو عنصر مهم آخر في تطور الحياة.

ويعتقد العلماء أن كويكبات ومذنبات اصطدمت بالأرض في مراحل مبكرة وزودتها بالمركبات العضوية والمياه اللازمة للحياة على الكوكب وقد يثبت تحليل ذري للعينات المأخوذة من الكويكب “بينو” هذه النظرية. غير أن هناك سبباً آخر أكثر ارتباطاً بمصير الأرض لدراسة “بينو”، ويقدر العلماء أن من المحتمل اصطدام الكويكب على نحو كارثي بكوكب الأرض خلال 166 عاماً. وبهذه النسبة يحتل “بينو” المرتبة الثانية في سجل ناسا الذي يضم 72 من الجسيمات القريبة من الأرض والتي قد تصطدم بها.

وستساعد المركبة “أوزوريس-ريكس” العلماء في فهم كيف توجه الحرارة المنبعثة من الشمس “بينو” إلى مسار ينطوي على تهديد متزايد في المجموعة الشمسية. ويعتقد أن هذه الطاقة الشمسية تدفع الكويكب لمسافة أقرب من مسار الأرض في كل مرة يكون عند أقرب نقطة من كوكب الأرض وهو ما يحدث مرة كل ستة أعوام.

وقالت إيرين مورتون المتحدثة باسم المهمة “بحلول وقت جمع العينة في عام 2020 ستكون لدينا فكرة أفضل عن احتمال اصطدام “بينو” بالأرض خلال المئة والخمسين عاماً المقبلة”، وبلغت المركبة مرحلة “المسح المبدئي” في المهمة يوم الاثنين (3 كانون الأول/ ديسمبر) حيث وصلت إلى مسافة 12 ميلاً من الكويكب. وستكون المركبة على بعد 1.2 ميل فقط من الكوكب في نهاية ديسمبر/ كانون الأول حيث ستدخل مجال جاذبيته. وفي هذه المرحلة ستبدأ المركبة في تقليص مدارها حول الكويكب، حيث ستحلق على بعد ستة أقدام فقط من سطحه. ثم ستمد ذراعها الآلية لأخذ عينة من تربة الكويكب في يوليو/ تموز عام 2020، وبعد ذلك ستعود المركبة إلى الأرض حيث ستنفصل عنها كبسولة تحمل العينات المأخوذة من الكويكب لتهبط بمظلة في صحراء يوتا في سبتمبر/ أيلول عام 2023.

هل أُرسل “أومواموا” ليتجسس على الأرض وسكانها؟

في سيناريو يذكر بأفلام الخيال العلمي طرح علماء من جامعة هارفارد الأمريكية احتمالية أن يكون الجرم السماوي “أومواموا” الأسطواني الشكل سفينة فضائية أُرسلت من عالم غريب خارج نظامنا الشمسي. فهل جاء ليتجسس على الأرض وسكانها؟

كشف باحثون من جامعة هارفاد الأمريكية أنهم يتابعون بقلق الجرم السماوي الاسطواني “أومواموا” الذي بات تفسير حركته ومساره وشكله ينطوي على احتمالات غريبة. ويؤكد باحثو الجامعة الأمريكية أنهم لم يسبق لهم مشاهدة شيء مشابه له، ما دفعهم لطرح فرضية غريبة: فوفق حساباتهم يمكن أن يكون الجرم الأسطواني جسماً اصطناعياً أُرسل من حضارة فضائية أخرى خارج مجموعتنا الشمسية.

في أكتوبر/ تشرين الأول 2017 رصد تلسكوب عالي التقنية موجود في هاواي الجرم المجهول في الفضاء على بعد 33 مليون كيلومتر عن كوكبنا الأزرق. ودفع المسار الذي يتخذه الجرم العلماء إلى نتيجة مفادها: يتجه هذا الجسم الذي أٌعتقد أول الأمر أنه صخرة فحسب، نحونا من مجموعة شمسية أخرى. وأكدوا أنه يسبح في الفضاء منذ ملايين السنيين. وأطلق العلماء عليه تسميه “أومواموا” التي تعني بلغة أهل هاواي “الكشاف”، كما يورد موقع “آر تي أل” الألماني، وحسب الموقع الألماني فإن الجرم الغامض “أومواموا” بلونه الضارب في الحمرة وبحجمه الذي يقترب من حجم ملعب لكرة القدم ما زال يثير حيرة العلماء منذ ذلك الوقت. فعندما رصدوه للمرة الأولى وهو يقترب من الشمس في مسار غير اعتيادي وبسرعة هائلة للغاية، الأمر الذي يجعله مختلفاً كل الاختلاف عن المذنبات والكويكبات العادية.

في ورقة بحثية قدمها خبيران في علوم الفضاء من جامعة هارفارد الأمريكية مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري وردت تساؤلات جادة عن احتمالية أن يكون “أومواموا” مسبارا فضائيا أُرسل إلى كوكبنا بشكل متعمد من قبل “حضارة غريبة”. وبالرغم من أن الباحثين لم يدّعيا بشكل صريح أن “أومواموا” مرسل من الفضاء الخارجي الفاصل بين النجوم لكنهم وبعد تحليل حسابي دقيق للطريقة التي يتسارع بها الجرم أثناء مروره قرب الشمس، قالوا إنه قد يكون مركبة فضائية يتم دفعها عبر الفضاء بواسطة الضوء الذي يسقط على سطحها، أو كما أطلقوا عليها في ورقة البحث “شراع ضوئي صناعي المنشأ”.

وبحسب موقع “تسايت” الألماني فإن علماء الفضاء لم يعرفوا بعد المكان الذي أتى منه هذا الجرم السماوي والمادة التي يتكون منها حقاً. وتراوحت تخمينات العلماء حتى الآن بأنه يتكون من الصخور أو الجليد. لكنهم لم يعثروا حتى الآن على إجابة لأسئلة كبيرة أخرى حول “أومواموا”، مثل: لو كان مذنباً حقاً فأين ذنبه؟

والأمر ينسحب على شكل الجرم السماوي أيضاً، فهناك اختلاف بين العلماء، فيما يقول البعض أنه يشبه سيجارة في شكله، يرى آخرون أنه يشبه كيكة مسطحة. ولم تقدم البيانات التي قدمتها التلسكوبات الراصدة له الكثير من المعلومات حول ذلك. وبعيداً عن هذا السيناريو الذي يشبه في تفاصيله أفلام الخيال العلمي، يقول موقع “تسايت” الألماني إن علماء آخرين يعتقدون أن “أومواموا” من الأجرام السماوية الجديدة علينا، وبالتالي فإن البشر لم يسبق له مشاهدة شبيهاً له وهو ما يفسر كل هذه الأسئلة المثارة حوله.

لكن على الرغم من ذلك ينقل موقع “تاغسشبيغل” الألماني عن آفي لويب، رئيس قسم علم الفلك في جامعة هارفارد والمؤلف المشارك في ورقة البحث لصحيفة “إن.بي.سي نيوز ماك” قوله: “من المستحيل تخمين الهدف من وراء إرسال أومواموا دون الحصول على المزيد من البيانات”. ويصيف لويب: “فإذا كان أومواموا شراعاً ضوئياً، فإن أحد الاحتمالات هو أنه كان يسبح في الفضاء بين النجوم حين اصطدم نظامنا الشمسي به، مثل سفينة تصطدم بعوامة صغيرة تطفو على سطح المحيط”.

لهذا يحضر العلماء لبناء مركبة فضائية!

خطر قاتل يهدد الكوكب الأزرق عام 2135 بحسب توقعات علماء الفضاء عقب ارتطام كويكب بالأرض. ورغم أن الاصطدام المحتمل لن يحدث قبل مائة عام، إلا أن العلماء يعكفون على إيجاد حلول لإنقاذ الأرض.

لن يلومك أحد إذا لم تنشغل بما قد يحدث لكوكب الأرض يوم 25 أيلول/ سبتمبر عام 2135. لكن العلماء يشعرون بالقلق نظرا لأن هناك احتمال ضئيل، لا تتجاوز نسبته 1 إلى 2700 وفق الحسابات الحالية، أن يرتطم بالأرض كويكب أطول من مبنى “إمباير ستيت” في الولايات المتحدة، وأثقل 1664 مرة من وزن السفينة المنكوبة تايتانيك.

وإذا ما حدث هذا الارتطام، فإن التقديرات تشير إلى أن الطاقة الحركية الناجمة عنه سوف تساوي 1200 ميغا طن، بما يمثل 80 ألف ضعف الطاقة الناجمة عن القنبلة الذرية التي ألقيت على مدينة هيروشيما اليابانية في أواخر الحرب العالمية الثانية. ويقول كيرستن هاولي عالم الفيزياء في مختبر “لورانس ليفرمور” الوطني في ولاية كاليفورنيا الأمريكية إن “فرص حدوث هذا الارتطام تبدو ضئيلة حاليا، لكن العواقب سوف تكون وخيمة إذا ما حدث بالفعل”، ويكرس المختبر جهوده لتوظيف العلوم والتكنولوجيا لخدمة الأمن القومي الأمريكي. ويعمل الباحثون في مختبر لورانس ليفرمور ضمن “فريق وطني للدفاع عن الكوكب”. ويضم هذا الفريق في عضويته وكالة علوم الفضاء والطيران الأمريكية (ناسا) ووكالة الأمن النووي الوطنية ومختبر “لوس آلاموس” الوطني.

وصمم الفريق سفينة فضاء تخيلية مهمتها تحويل مسارات الكويكبات المتجهة إلى الأرض. وأجرى هذا الفريق تقييما بشأن ما إذا كان سوف يستطيع تحويل مسار الكويكب العملاق الذي أطلق عليه اسم “101955 بينو” والذي قد يرتطم بالأرض عام 2135. وتصنف وكالة ناسا الكويكب “بينو” باعتباره من أخطر الأجرام الفضائية التي رصدت بالقرب من كوكب الأرض حتى الآن، والتي يزيد عددها عن 10 آلاف جسم فضائي.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *