... التخطي إلى المحتوى

وطالب قائد العمليات الأميركية في الشرق الأوسط مايكل كوريلا بضرورة إعادة المقاتلين الأجانب المحتجزين بالمخيم، بهدف إعادة دمجهم وتأهليهم في بلادهم، خاصة أن 50 بالمئة من سكان المخيم يرثون أفكار “داعش”، و50 بالمئة ليس لديهم مكان آخر للعيش.

وأشار كوريلا إلى أهمية دعم الدول الكبرى لعملية إعادة المقاتلين العراقيين لديارهم، خاصة أن نحو نصف المقيمين بالمخيم من العراق، مؤكدا على أن معضلة المخيم لا تحل عسكريا.

خطورة الوضع

حذرت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) من نشاط خلايا “داعش” في المخيم ومحاولاتها للسيطرة الكاملة عليه، لترتيب صفوف التنظيم من جديد.

وتزداد خطورة المخيم لعدة أسباب:

• موقعه، حيث يقع على بعد 45 كيلو مترا شرقي مدينة الحسكة قرب الحدود العراقية.

• يعد المخيم من أكبر مخيمات سوريا وبه قسم خاص بعائلات “داعش” وأطفالهم، ويقدر عددهم بـ10 آلاف شخص ينتمون إلى 54 جنسية غربية وعربية.

• اكتظاظ المخيم، فهو يضم نحو 56 ألف شخص، ومن بينهم نحو 27 ألف عراقي وحوالي 18 ألف سوري و8500 أجنبي، و90 بالمئة منهم نساء وأطفال، و70 بالمئة تحت سن 12 عاما.

• سوء الأوضاع الإنسانية به لارتفاع درجات الحرارة ونقص المياه.

قنبلة موقوتة

ويستغل “داعش” الأوضاع الأمنية بالمخيم وتكدسه بالسكان للضغط عليهم للانضمام إلى خلاياه النائمة، مما أدى لارتفاع حوادث القتل داخل المخيم على يد نساء وخلايا التنظيم إلى 44 حادثة منذ مطلع العام الجاري.

وخلال أغسطس الماضي، بلغت عمليات خلايا “داعش” 19 عملية في الشمال السوري، ما بين هجمات انتحارية وأخرى مسلحة واستهداف مباشر، مما أدى إلى مقتل 12 شخصا من بينهم 4 مدنيين وطفل و8 من قوات سوريا الديمقراطية.

ويكشف سيامند علي المسؤول الإعلامي بوحدات حماية الشعب الكردية، أبرز مكونات قوات “قسد”، لموقع “سكاي نيوز عربية”، أسباب تزايد نشاط “داعش” بالمخيم، وهي:

• عدم وجود حلول جذرية لأزمة المخيم وعائلات “داعش”، وإهمال بعض الدول لاستقبال مواطنيها من المقاتلين الأجانب.

• ضعف البنية الإنشائية للمخيم التي لا تساعد بأي شكل للسيطرة عليه، مما يجعله عبئا على إدارة المخيم والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.

• استغلال “داعش” هذه الثغرات لنشر التطرف بين الأجيال الجديدة، وتنظيم صفوفه للعودة داخل المخيمات وفي المناطق الصحراوية.

• خلال العملية الأمنية لقوات “قسد”، تم الكشف عن العشرات من مراكز التدريب الفكرية للأطفال والمحاكم والسجون التابعة لخلايا “داعش” في مخيم الهول.

معضلة المقاتلين الأجانب

وتسببت الحرب الدائرة في أوكرانيا في تأخر حسم ملف المقاتلين الأجانب بمخيم الهول، حسب رئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات جاسم محمد، الذي أكد على أنه “قبل تصاعد الحرب في أوكرانيا كانت هناك جهود متواضعة من قبل ألمانيا وفرنسا وبلجيكا لإعادة أطفال ونساء داعش، لكن انشغال أوروبا بالحرب أثر سلبا على هذا الملف”.

ومنذ بدء حرب أوكرانيا، استقبلت ألمانيا 10 نساء و27 طفلا من “داعش” فقط، وتسلمت بريطانيا طفلين من عائلات التنظيم.

ويوضح محمد في حديثه لموقع “سكاي نيوز عربية” أن أوربا لديها القدرات الأمنية والاقتصادية لاستقبال مواطنيها الذين التحقوا بـ”داعش”، بينما تتعلق المشكلة بالموقف السياسي، فـ”كثير من الدول لا ترغب في استعادتهم رغم أن القضاء الأوروبي ينص على ضرورة عودة المقاتلين الأجانب خاصة النساء والأطفال”.

ويضيف محمد: “الرأي العام الأوروبي ضد عودة مقاتلين داعش وعائلاتهم، لذا لا تريد الأحزاب السياسية والحكومات أن تخسر هذه القاعدة الشعبية”.

وفي ملف “العائدين”، تتعامل حكومات أوروبا مع كل شخص على حدة بعد جميع البيانات الشخصية والمعلومات الجنائية والبصمات، وتحدد نسب الأطفال نظرا لأن نساء “داعش” يتزوجون أكثر من مرة.

كما تجمع الدول معلومات عن البالغين، لمعرفة ما إذا كانوا متورطين في أعمال إرهابية قبل الوصول إلى دولهم، بحسب رئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *