... التخطي إلى المحتوى

أقام المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، احتفالًا تأبينيًا لرئيس المجلس، الشيخ عبد الأمير قبلان، لمناسبة الذكرى السنوية الأولى لرحيله، عصر اليوم الأربعاء في مقر المجلس، حضره حشد كبير من الشخصيات الرسمية والحزبية والعلمائية وتخلله كلمات تناول مزايا الراحل والأوضاع الراهنة في لبنان.

 

الشيخ الخطيب: العدو يقف عاجزاً امام الموقف اللبناني الرسمي الموحد

وتحدث في الاحتفال نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، الشيخ علي الخطيب الذي عرض لمراحل تشكيل المقاومة في لبنان على يد الإمام السيد موسى الصدر، وقال: “إن غرس المقاومة الذي كان زرع الامام (الصدر) أثمر تحريرًا للبنان ومن ثم منعةً له سقاها الشهداء بنجيع دمائهم القاني والمقاومون بعرق جهادهم”، معربًا عن شكره لكل من دعم المقاومة، لا سيما الجمهورية الاسلامية الايرانية والجمهورية العربية السورية وكل الحلفاء والأصدقاء. “حفظاً للبنان من الاخطار جراء تهديدات الكيان الصهيوني الغاصب”.

وندد بمحاولات تشويه صورة المقاومة والنيل من نبلها ونقائها وطهارتها بعد فشل  العدو في هزيمتها عسكريًا، مشيرًا إلى أن هذه السياسة الخطيرة “تدخل البلاد  في أزمات جديدة تضاف إلى أزماته المتعددة بما يبعدها عن الانشغال بإيجاد الحلول الممكنة لأزماتها، استجابةً لتدخلات خارجية سافرة غير مقبولة ومستنكرة، لما لها من عواقب وخيمة”.

كذلك ندد الشيخ الخطيب باعتداءات الكيان الصهيوني المتكررة على المنشآت المدنية في سوريا وجرائم القتل التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني والاعتداءات على المقدسات وخصوصًا المسجد الأقصى وهدم بيوت الفلسطينيين.

وأكد الاستمرار في الوقوف إلى جانب سوريا الشقيقة والشعب الفلسطيني ومجاهديه، داعيًا إلى أفضل العلاقات مع سوريا الشقيقة ومؤكدًا على “أفضل العلاقات مع الاشقاء العرب والمسلمين لما فيه مصلحة لبنان وقضايا العرب والمسلمين المشتركة”.

وإذ أكد أن المسلمين الشيعة في لبنان اختاروا لبنان وطنًا نهائيًا لبنيه وارتضوا العيش المشترك والسلم الأهلي والدولة اللبنانية، وأوضح أنَّه “حين تخلت الدولة عن الدفاع عن سيادتها أمام الاعتداءات “الإسرائيلية” على لبنان واحتلاله، اضطر سكان المناطق المحتلة والتي تقع تحت التهديد “الإسرائيلي” الدائم لحمل السلاح والدفاع عن أنفسهم وأرضهم وممتلكاتهم الذي كان دفاعًا عن سيادة لبنان وكرامته وكرامة شعبه ودفعوا في سبيل ذلك الغالي والنفيس من الأرواح والممتلكات والاستقرار واوقفوا العدو عند حده بعد ان حرروا الأرض، وها هو العدو يقف عاجزاً امام الموقف اللبناني الرسمي الموحد من أجل تخليص ثرواته التي تشكل المقاومة والجيش والشعب فيه نقطة القوة”.

وأكد الشيخ الخطيب أن ذلك لم يغيّر في موقف الشيعة اللبنانيين من التمسك بالدولة ومؤسساتها ولا في مشروعهم السياسي، مشددًا على عدم التفريط بوحدة الدولة ولا بكرامة اللبنانيين، وعلى الحفاظ على لبنان وطنًا نهائيًا لبنيه ووحدة أرضه وشعبه ووحدة الموقف في مواجهة مشروع الإرهاب الصهيوني الذي يشكل الخطر الحقيقي على لبنان وشعبه وعلى المنطقة كلها.

المفتي قبلان: كيف يكون هناك حياد والنار تشتعل من حولنا وعلينا؟

وألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان كلمة عرض فيها لمزايا الراحل وبعضًا من وصاياه، مشيرًا إلى أن هذه الوصايا ستصدر في كتاب قريبًا. وهي تتعلق بـ: موضوع الإيمان، الإمام السيد موسى الصدر، الطوائف اللبنانية والعيش المشترك، العمل الوطني، مفهوم العمل الحكومي، تجربة الكيانات المالية…

كذلك لفت الشيخ قبلان إلى موقف الراحل من موضوع حياد لبنان، حيث كان يقول: “كيف يكون هناك حياد، والنار تشتعل من حولنا وعلينا؟”. زفي وصيته لحزب الله وحركة أمل قال: “أنتم أساسٌ لأي قوة وطنية، والخلاف حرام، والفتنة حرام، والخذلان حرام”، وكان يحذر من “أن هناك من يريد ضرب الشيعة بالشيعة، والطوائف بالطوائف، ومن يفعل ذلك آثم، وهو عدو لله ولهذا البلد”.

كما ذكّر الشيخ قبلان بمواقف والده الراحل من الكيان الصهيوني حيث كان يقول: “تذكروا دائمًا أن إسرائيل عدوّ للمسلمين والمسيحيين، للبنان ولفلسطين والقدس؛ والمقاومة درع البلد وخشبة الخلاص، ومعجزة الانتصارات”.

دريان: لتشكيل حكومة تنهض بالشعب اللبناني

وألقى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان كلمة حذّر فيها من الوصول إلى الفراغ الرئاسي، ودعا إلى تشكيل حكومة تنهض بالشعب اللبناني المغلوب على أمره، وقال: “حذار ثم حذار من الوصول إلى الفراغ الرئاسي، فهذا الاستحقاق – كما تشكيل الحكومة – تجري في سبيله مساع كبيرة اليوم”.

واعتبر أن معالجة هذين الاستحقاقين “أمر أكثر من ضروري، لكي تتمكن الدولة من الصمود والاستمرار، ولكي ننقذ اللبنانيين الذين يعيشون أسوأ مرحلة مروا بها، وواجهها وطننا منذ ولادة دولة لبنان الكبير”.

وأضاف الشيخ دريان: “إن انتخاب رئيس للجمهورية، استحقاق مهم، فهو رأس الدولة، وينبغي أن يكون مرجعية جامعة وشاملة لكل اللبنانيين. المطلوب هو الوفاق والتوافق، لتأمين عملية الانتخاب، فلبنان بلد توافقي، والفراغ هو كارثة على لبنان وعلى اللبنانيين”.

وتابع: “دورنا أن ننتبه ونتنبه، كي لا نصل إلى ما لا يحمد عقباه، وما حصل في الماضي بالنسبة إلى الفراغ الرئاسي، من غير المسموح أن يتكرر، لأن ما يمكن حدوثه قد يكون الأسوأ… وعلينا أن نعمل جميعًا على إنجاز تشكيل الحكومة، وانتخاب رئيس جديد لكل اللبنانيين”.

الشيخ أبي المنى: لعقد قمة تحت عنوان “نداءٌ واحدٌ موحَّد”

والقى شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى كلمة قال فيها: “إنَّ واقعَ بلادِنا وما فيه من معاناة وتجاذبات وهواجسَ ومخاوفَ وتداخلاتٍ يدعو إلى القلق والإحباط، ولكن بالمقابل هناك من الحكمة والإرادة والعلاقات الطيِّبة والتراثِ المشترَك والتطلُّعات الجامعة ما يدعو إلى الأمل وما يعزِّزُ الثقةَ بالوطن وبإمكانية النهوض به، داعيًا إلى تغليبَ المصلحةِ العامة وحقوقِ الشعب على ما عداها من مصالحَ وأنانياتٍ دمَّرت البلد وكادت أن تُنهيَ وجودَه”.

ودعا الشيخ أبي المنى إلى عقد قمة روحية تحت عنوان “نداءٌ واحدٌ موحَّد”، معربًا عن أمله في أن يتلقى الرؤساءَ والمسؤولون النداءَ بإيجابيةٍ ومروءة، “فيُقدِّمونَ تنازلاتٍ مُربِحةً للجميع، ويُقدِمونَ على خطواتٍ استثنائيةٍ مُريحةٍ للداخل والخارج، فينجوَ الوطنُ بين ربحٍ من هنا وراحةٍ من هناك، ويبدأُ تفكيكُ العُقدِ واحدةً تلوَ الأخرى، عِوَضاً عن وضعِ الحواجز، حاجزاً إثر حاجزٍ، في لعبةٍ أشبهَ بلُعبة عضِّ الأصابعِ أو لعبة الرقص على حافّة الهاوية التي يغامرُ بعضُهم بممارستِها دون التفاتٍ إلى وجع الناس وألم الوطن”.

الشيخ عصفور: لبنان كبير بشعبه وشامخ بمقاومته  

 

والقى القائم بأعمال المجلس العلوي الشيخ محمد عصفور، كلمة نوّه فيها بمزايا ومواقف الراحل خصوصًا في الساحات المواجهة مع العدو الصهيوني وأطماعه وغطرسته.

ورأى أن “لبنان الصغير بمساحته أثبت انه كبير بشعبه وشامخ بمقاومته فوضع حد للغطرسة الصهيونية ولانتهاك الكرامات والحريات ومحاولة نهب الثروات وحافظ على الوطن وسيادته وكرامته ومقدراته”.

واعتبر الشيخ عصفور أنه “أمام هذا الإنجاز من الطبيعي أن يحاول أعداء الوطن الالتفاف عليه بضغط سياسي وحصار اقتصادي ومحاولة انهاك الهمم ومن موقع الشفافية نحن في ظروف قاسية سياسيًا واقتصاديًا ونتحسس بقوة معاناة اللبنانيين من كل الطوائف والمناطق”.

ودعا الشيخ عصفور إلى مواجهة هذه الضغوط وايجاد السبل الآيلة للخروج منها بتوافق المعنيين وحملهم لمسؤولياتهم الوطنية والتفاهم  للعمل من اجل المعالجات المسؤولة للوضع السياسي والاقتصادي  ووقف الانهيار وتحصين الوطن والحفاظ على الانجازات التي تحققت”، معتبرًا أن تشكيل الحكومة  حالة ضرورية وطنية وبنيوية واقتصادية وامنية، وانجاز الاستحقاق الرئاسي أيضًا حالة دستورية تحمي البنيان واستقرار المؤسسات”.

وحضر الاحتفال، ممثلون عن الرؤساء الثلاثة: رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبو المنى، الشيخ نعيم قاسم ممثلًا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله،  المطران بولس عبد الساتر ممثلًا البطريرك بشارة الراعي، القائم بأعمال المجلس العلوي الشيخ محمد عصفور، الأرشمندريت جورج اسكندر ممثلًا البطريرك العبسي،  وحشد من الوزراء والنواب الحاليين والسابقين وسفراء وشخصيات دبلوماسية، ورسمية سياسية وعسكرية وأمنية والقضائية، وقادة أحزاب وقوى سياسية، وعلماء دين من مختلف الطوائف الإسلامية والمسيحية.

المقاومة الإسلاميةسوريافلسطين المحتلةالكيان الصهيونيالقدس المحتلةميشال عونرئاسة الجمهورية اللبنانيةالحكومة اللبنانيةالشيخ عبد الأمير قبلانالشيخ عبد اللطيف دريانالشيخ علي الخطيبالشيخ أحمد قبلانالكيان المؤقت

إقرأ المزيد في: لبنان

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *