... التخطي إلى المحتوى

كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” تفاصيل أوفى بشأن الدور الذي لعبه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والملياردير الروسي رومان أبراموفيتش وأدى في النهاية إلى عقد صفقة تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا.

وكانت وكالة “بلومبرغ” قالت، الجمعة، إن أبراموفيتش التقى مع محمد بن سلمان في الرياض نهاية الشهر الماضي في إطار محادثات أدت إلى صفقة التبادل، بحسب ثلاثة أشخاص مطلعين على الأمر، رفضوا تقديم تفاصيل إضافية وطلبوا عدم ذكر أسمائهم لأن القضية كانت سرية.

وخلال العملية، التي جرت، الأربعاء، أفرجت أوكرانيا عن 55 أسير حرب، من بينهم رجل الأعمال الموالي للكرملين فيكتور ميدفيدتشوك.

بالمقابل أفرجت روسيا عن أكثر من 215 أسيرا، شارك معظمهم في الدفاع عن مصنع آزوفستال الأوكراني للصلب في ماريوبول. كما تم الإفراج عن خمسة مواطنين بريطانيين وأميركيين اثنين وثلاثة أجانب آخرين.

وذكرت “وول ستريت جورنال” أن مسؤولا أوكرانيا رفيعا لعب دورا مهما في إتمام الصفقة التي استغرقت عدة شهور من المفاوضات بوساطة تركية سعودية، وفقا لمسؤولين أميركيين وأوكرانيين وسعوديين وآخرين مطلعين على المفاوضات.

وقال مسؤولون سعوديون وأشخاص آخرون مطلعون إن أبراموفيتش رافق شخصيا 10 سجناء، بينهم معتقلون بريطانيون وأميركيون، على متن طائرة خاصة نقلتهم إلى الرياض في وقت سابق من هذا الأسبوع. 

خلال العملية أفرجت أوكرانيا عن 55 أسير حرب بالمقابل أفرجت روسيا عن أكثر من 215 أسيرا

خلال العملية أفرجت أوكرانيا عن 55 أسير حرب بالمقابل أفرجت روسيا عن أكثر من 215 أسيرا

وأشارت الصحيفة إلى أن تدخل المملكة العربية السعودية يمثل الجانب الأكثر إثارة للدهشة في عملية التبادل، التي توسط فيه أيضا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وتضيف الصحيفة أنه ولغاية الإعلان عن صفقة التبادل هذه، لم تلعب السعودية أي دور بارز أو جهود دبلوماسية متعلقة بالحرب الروسية الأوكرانية، على الرغم من العلاقات المتطورة التي تربط بين محمد بن سلمان وروسيا خلال السنوات الأخيرة. 

وتنقل عن المفاوض الأوكراني الذي شارك في عملية تبادل الأسرى رستم أوميروف القول إن “هدفنا كان إنقاذ الناس، وكنا بحاجة إلى دولة قوية ومستقلة ذات نفوذ على جارتنا الشمالية”.

تشير الصحيفة إلى الانخراط في الجهود الدبلوماسية المتعلقة بالصراع لا يعني أن محمد بن سلمان تراجع عن دعمه لروسيا. 

يقول الأشخاص المطلعون على تفكير الحكومة السعودية إنه استخدم بدلا من ذلك المحادثات لإعادة تأهيل صورته الدولية، وفقا للصحيفة.

بالنسبة لأبراموفيتش، المالك السابق لنادي تشيلسي الإنكليزي لكرة القدم، فقد عمل كقناة خلفية بين روسيا وأوكرانيا منذ الأيام الأولى للحرب، حيث ظهر خلال مفاوضات السلام في إسطنبول وساعد في المفاوضات التي أدت لعقد صفقة تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، في يوليو الماضي، وفقا لمسؤولين وأشخاص أخرين على دراية بالمحادثات.

ويؤكد أوميروف أن إبراموفيتش لعب أيضا دورا محوريا في مفاوضات تبادل السجناء.

ويشير أوميروف، وهو المبعوث الخاص للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: “لقد سهل (إبراموفيتش) جميع مسائل تبادل أسرى الحرب مع المسؤولين الروس، بما في ذلك الوكالات والوزارات المختلفة وساهم في جهود إطلاق سراحهم”.

جاء دور المملكة العربية السعودية في عملية تبادل الأسرى نتيجة الاتصال بين المسؤولين الأوكرانيين والسعوديين في مارس من هذا العام، وفقا لمسؤولين سعوديين وأميركيين.

وقال المسؤولون إن أوميروف سافر إلى السعودية في مارس والتقى بمسؤولين سعوديين بمن فيهم وزير خارجية المملكة.

في ذلك الوقت، رأى محمد بن سلمان في المحادثات فرصة لتأكيد نفوذه على المسرح العالمي وتقليل دور الدول المنافسة، مثل قطر، التي ربما لعبت دور الوسيط في الصراع، حسبما قال مسؤولون سعوديون.

طوال فترة الحرب، عملت تركيا، التي كانت منذ فترة طويلة خصما للسعودية، كوسيطي رئيسي في المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، حيث استضافت جولتين من مفاوضات السلام وساعدت في التوسط في اتفاقية الحبوب الموقعة في إسطنبول في يوليو.

كما حاولت تركيا دون جدوى التفاوض بشأن إجلاء المقاتلين من ماريوبول أثناء الحصار الروسي لمصنع آزوفستال للصلب في أبريل ومايو، وفقا للصحيفة. 

وأضافت أن المسؤولين السعوديين والروس ظلوا على تواصل خلال الأشهر التالية، للتفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق محتمل. وقال مسؤولون سعوديون وأميركيون إن محمد بن سلمان شارك شخصيا في المفاوضات.

وقال أشخاص مطلعون على المفاوضات إن أبراموفيتش لعب دورا كقناة خلفية لروسيا، مستفيدا من علاقته الشخصية مع كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي العهد السعودي.

زار إبراموفيتش المملكة العربية السعودية في أغسطس والتقى ولي العهد. وقال مسؤول أميركي إنه مع تزايد جدية المحادثات، ناقش أوميروف عملية تبادل الأسرى مع ولي العهد في الرياض.

وقال مسؤولون سعوديون وأميركيون إن نائب وزير الخارجية السعودي سعود الساطي، السفير السابق لدى روسيا، لعب أيضا دورا رئيسيا في المحادثات ورافق المعتقلين المفرج عنهم على متن الطائرة.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *