... التخطي إلى المحتوى

بدّدت “الحسابات” الإسرائيلية أجواء الترسيم الإيجابية التي ظهرت في الأيام الماضية، إذ أن ما كان صباحاً قريباً بات الآن بعيداً. وكان التصعيد الإسرائيلي تمثّل برفض الملاحظات اللبنانية على مسودة اتفاق الترسيم التي وصلتها عبر الجانب الأميركي الذي يلعب دور الوساطة، فهل ستنجرّ الأمور إلى الحرب؟ أم أن الاتفاق فقط تأجّل إلى مرحلة أخرى؟ وكيف سيتصرّف “حزب الله” مع التطورات؟

في قراءةٍ للقرار الإسرائيلي الأخير، رأى الكاتب السياسي عبد الباري عطوان، أن “إسرائيل لم تكن تريد التوقيع على اتفاق الترسيم بعد إطلاق المسيّرات الأربعة من قبل “حزب الله” فوق منصّة كاريش، وذلك لأنها في تاريخها لم تتنازل تحت ضغط القوة لاعتبارات لها علاقة بهيبتها”.

وأشار الكاتب عطوان، في حديث لـ “ليبانون ديبايت”، إلى أن “اسرائيل الآن في موقف صعب جداً وربما تتطور الأمور، لأن الإسرائيليين راهنوا على كسب الوقت إلى حين حصول الإنتخابات، وانتخاب حكومة قوية، لأنه لا يمكن لحكومة إنتقالية برئاسة شخص يملك عدداً ضئيلاً من النواب في الكنيست، أن يقرّر في مسألةٍ كبيرة كهذه”.

وربط قبول المحكمة العليا في إسرائيل النظر بطلب أحد أحزاب المعارضة الصغيرة بعرض الإتفاق على الإستفتاء قبل أيام من الانتخابات، بعدم قدرة رئيس الوزراء يائير لابيد، على الموافقة وتخطّي رأي المحكمة، وقال: “حكومته ضعيفة وإسرائيل ضعيفة”.

واعتبر عطوان أن “رفض الملاحظات اللبنانية من إسرائيل هو رفض للوساطة الأميركية، فهم تفاجأوا بتهديدات نصرالله، لذلك سايروا الوسيط الأميركي عاموس هوكشتاين”.

وأكد أن لدى اسرائيل قناعةً راسخةً بأن السيد حسن نصرالله جدّي بضرب كاريش، وذلك بعد واقعة المسيّرات أولًا، ونشر فيديوهات من إعلام الحزب لكلّ المنصّات الإسرائيلية على الساحل المحتل والسفن الحامية له ثانياً”.

وتوقع عطوان أن “لا تلتزم إسرائيل بالإتفاق، وليس فقط بسبب الإنتخابات، بل لأنها لا تريد الموافقة على اتفاقٍ تحت التهديد”. وقال: “هي لن تستخرج من كاريش من دون اتفاق لأنه ليس أولويةً بالنسبة لها، وسيتمّ تأجيل الإستخراج إلى ما بعد الإنتخابات”.

وجزم عطوان، بأن الهدف اليوم هو إبعاد خطر الحرب، فاسرائيل تلقّت تعليمات واضحة من الجانب الأميركي بأن الولايات المتحدة لا تريد حرباً في المنطقة، وإسرائيل لن تتحمّل 4000 صاروخ يومياً من حزب الله”.

وكشف عطوان، أن “حزب الله لا يريد هذه الحرب، ولكن له اليد العليا في هذا الصراع اليوم، وهو الآن كما سابقاً، لن يأخذ الإذن من أحد إذا رأى أن الوقت مناسبٌ لتلقين إسرائيل درساً”، معتبراً أن “الوقت مناسب”.

وختم عطوان حديثه بالقول إن “صبر حزب الله بدأ ينفد، وإذا رفضت إسرائيل الوساطة الأميركية ولم تقدم أية تنازلات، فاحتمالات الحرب أكبر بكثير من احتمالات السلام”.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *