... التخطي إلى المحتوى

أثارت وفاة الملكة إليزابيث الثانية الكثير من قصص حياتها وأسرار لقاءاتها الشخصية مع قادة وملوك العالم بعد أن قضت 7 عقود على قمة التاج البريطاني.

وأعاد رحيل الملكة البالغة من العمر 96 عاما قصة فريدة مع الملك السعودي الراحل، عبدالله بن عبدالعزيز، خلال لقاء سابق جمعهما في إسكتلندا.

وتتلخص القصة في جولة قامت بها الملكة الراحلة بنفسها عندما قادت سيارتها من نوع “لاند روفر” برفقة ضيفها السعودي في مرتفعات أبردينشاير.

في سبتمبر عام 1998 عندما كان وليا للعهد في السعودية، دُعي الأمير عبدالله إلى قصر بالمورال بإسكتلندا لتناول طعام الغداء مع الملكة، وفقا لما رواه السفير البريطاني السابق لدى الرياض، شيرارد كوبر كولز.

وفقا لما نقلت صحيفة “التايمز” عن مذكراته، يقول كولز: ” بعد الغداء، سألت الملكة ضيفها عما إذا كان يرغب في جولة في المقاطعة. وبتشجيع من وزير خارجيته، الأمير سعود الفيصل، وافق عبد الله المتردد في البداية. 

يتابع كولز سرد الحكاية قائلا: “تم وضع سيارات لاند روفر الملكية أمام القلعة. وفقا للتعليمات، صعد ولي العهد (السعودي) إلى المقعد الأمامي لسيارة لاند روفر مع وجود مترجمه الفوري في المقعد الخلفي”.

وأشار كولز إلى أن العاهل السعودي الراحل اندهش عندما وجد أن الملكة إليزابيث صعد في مقعد السائق وانطلقت بالسيارة.
وقال إن الملك عبدالله لم يكن معتادا على قيادة امرأة للسيارة في دولة تحظر قيادة المرأة للسيارات. 

لم يكن لدى إليزابيث الثانية رخصة قيادة. ولا يتطلب منها استخراج رخصة كونها ملكة.

في المقابل، سمحت السعودية للنساء بالقيادة عام 2018 بعد عام واحد على صعود الأمير محمد بن سلمان لولاية العهد.

يضيف كولز: ” ازداد توتره فقط عندما قامت الملكة، سائقة الجيش في زمن الحرب، بزيادة سرعة السيارة على طول الطرق الضيقة في اسكتلندا، وهي تتحدث طوال الوقت”.

وأردف: “من خلال مترجمه، ناشد ولي العهد الملكة أن تبطئ وتركز على الطريق (من خلال النظر) إلى الإمام”.

توفي الملك عبد في يناير عام 2015 عن عمر ناهز 91 عاما وخلفه العاهل الحالي سلمان بن عبدالعزيز بعد أقل من عشر سنوات على صعوده للعرش.

ومع ذلك، يعتبر الملك عبدالله الحاكم الفعلي للمملكة بعد إصابة الملك الأسبق فهد بن عبدالعزيز بجلطة دماغية منذ العام 1995.

في عام 2003 عندما التقى كولز بعبدالله الذي تولى العرش في أغسطس من عام 2006 بعد تعيينه سفيرا لدى الرياض، سأل الملك السعودي السابق عن صحة الملكة البريطانية وبقية أعضاء العائلة المالكة.

يقول كولز: “أجبته بأنني أحمل تحيات من الملكة، التي شاركتني ذكريات جميلة عن قيادتها (السيارة) عبر المرتفعات”.

يتذكر قائلا: “ابتسم عبدالله وقال باللغة العربية: (نعم، كنت متوترا إلى حد ما. لقد قلت لملكتك ألا تنظر إلي، بل أن تنظر إلى الطريق). وفي إشارة إلى ذلك، تدخل وزير خارجيته بقوله (أظن أيها السفير، أن جلالة الملكة تقود سفينة الدولة بثبات أكثر من قيادتها لسيارة لاند روفر)”.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *