... التخطي إلى المحتوى

أنجبت الملكة الراحلة إليزابيث الثانية أربعة أطفال، أكبرهم سناً كان ملك بريطانيا الحالي تشارلز الثالث، تلته الأمير آن، ثم الأمير أندرو، دوق يورك، الذي أنجبته عام 1960، تلاه الأمير إدوارد عام 1964، مع ذلك لم نرَ قط صورة للملكة ببطن منتفخ، فما القصة؟

مع أن الحمل من الأمور الطبيعية، إلا أن ظهور امرأة بمقام الملكة ببطن منتفخ في الأماكن العامة والرسمية كان يعتبر من المحرمات، لذلك وعلى مدى عقود لم نشهد في الواقع صورة واحدة للملكة وهي حامل.

ليس هذا فحسب، بل حتى كلمة “حامل” لم تقترن بالملكة طوال فترة حكمها للملكة المتحدة، فعلى سبيل المثال عندما كانت الملكة حاملاً بالملك تشارلز (وذلك قبل توليها العرش حتى)، لم تتداول الصحف المحلية الخبر كما هو، بل أوردت الصحف فقط ما جاء في البيان الرسمي الذي صدر عن قصر باكنغهام عام 1948، والذي جاء فيه: “لن تقوم صاحبة السمو الملكي الأميرة إليزابيث بأي ارتباطات عامة بعد نهاية شهر حزيران”.

وأنجبت الملكة إليزابيث (التي كانت أميرة وقتها) ابنها تشارلز بعد 5 أشهر من تاريخ إصدار البيان.

وقد ذكرت العديد من التقارير في مواقع مثل MSN أن الملكة احتقرت كلمة “حامل” واعتبرتها كلمة مبتذلة، لذلك حظرت استخدامها.

ولم تمتنع الملكة عن تسمية نفسها بـ”الحامل”، أو عن التقاط صور لها ببطن منتفخ فقط، بل امتنعت أيضاً من مشاركة صور أطفالها حديثي الولادة، وهذا تقليد كسرته الأميرة الراحلة ديانا.

بالتأكيد كانت الملكة تلد أطفالها تحت رعاية طبيب متخصص في القصر، لكن الأميرة الراحلة ديانا لم تقتدِ بحماتها، وفضلت أن تضع أول أطفالها “الأمير ويليام” في المشفى، ليكون الأمير ويليام بذلك أول وريث ملكي تلده أمه في المستشفى.

وبالتأكيد لم تمتنع ديانا عن التقاط الصور وهي حامل بأطفالها، كما رصدتها عدسات الكاميرات مع زوجها تشارلز بعد ولادة طفلهما ويليام بيوم واحد وهما خارجان من مستشفى سانت ماري في بادينغتون.

والتقطت صور لأطفال ديانا حديثي الولادة، وقد اقتدت أميرة ويلز الجديدة كيت ميدلون بحماتها الراحلة، فأنجبت ابنها جورج في المشفى عام 2013.

على الرغم من تمسك الملكة الراحلة إليزابيث بالتقاليد والبروتوكولات الملكية طوال حياتها، فإنها أحدثت تغييراً ثورياً في إحدى عادات الولادة التي كانت شائعة في القصر البريطاني قبل تولي إليزابيث الحكم.

فبالرغم من أن الأمر يبدو جنونياً فإن ملكات بريطانيا السابقات كن يلدن أطفالهن بحضور عدد من النبلاء والرجال المهمين في الدولة، وعلى رأسهم وزير الداخلية، إلا أن الملكة إليزابيث كانت أول من كسر هذا التقليد في تاريخ بريطانيا.

ولم تتفرد الملكة إليزابيث فقط بعدم حضور الغرباء لولادتها، كذلك فهي أول امرأة ملكية يرافقها زوجها عند الولادة، فقد حضر الأمير الراحل فيليب ولادة ابنه الرابع الأمير إدوارد.

وُلِد الأمير تشارلز بعملية قيصرية مساء يوم 14 تشرين الثاني 1948، في قاعة بول بقصر باكنغهام. ووفقاً لمجلة Town and Country، حُوِلَت الغرفة، التي كانت تُستخدم عادةً غرفة ضيوف، إلى “مستشفى مصغَّر”.

كانت الملكة في الثانية والعشرين من عمرها عندما أنجبت تشارلز. وفي الواقع، لم يكن الأمير فيليب في الغرفة عند وصول مولوده البكر، بعد مخاض دام 30 ساعة.

وكما هو العُرف في الولادات الملكية، أطلقت المدفعية التابعة للقوات الملكية 41 طلقة تحية، ورنّت أجراس وستمنستر، وتدفقت الحشود إلى القصر للاحتفال بالأخبار السعيدة.

وفي ميدان ترافالغار، أضيئت النوافير باللون الأزرق للإعلان عن جنس المولود الملكي. وتجمع خارج قصر باكنغهام حوالي 4000 شخص لمشاهدة مجيء وخروج الفريق الطبي.

وُلِدَت الأميرة آن إليزابيث أليس لويز في 15 آب 1950 في تمام الساعة 11:50 صباحاً. وبينما أنجبت الملكة أبناءها الثلاثة في قصر باكنغهام، وُلدت آن في المقر الملكي كلارنس هاوس بسبب تجديد القصر بعد الحرب.

ونقلت شبكة BBC كيف نُشِرَت أخبار ولادة الأميرة آن على أبواب كلارنس هاوس، ووُضِعَت على لوحة الإعلانات المخصصة خارج وزارة الداخلية في وايتهول ومانشن هاوس -مقر عمل اللورد عمدة لندن- في مدينة لندن.

وجاء في الإعلان: “دوق أدنبرة شرب نخب صحة الأميرة الجديدة مع موظفيه”.

أنجبت الملكة والأمير فيليب صبياً آخر في 19 شباط 1960 في الساعة 3:30 مساءً. ومثل تشارلز، وُلِد أندرو في قصر باكنغهام، لكن هذه المرة أنجبت الملكة طفلها في الجناح البلجيكي.

وسُمِي المولود أندرو ألبرت كريستيان إدوارد، وكانت هناك فجوة كبيرة بين الأمير وإخوته الأكبر سناً، إذ كان يصغر أخاه الأكبر بـ12 عاماً.

وبحسب التقارير، خضعت الملكة لعملية ولادة تسمى “نوم الشفق”، حيث تخضع الأم لتخدير عام من أجل المخاض، ويُولَد الطفل باستخدام ملقط طبي.

ولم تعد تُستخدَم هذه العملية المثيرة لكثير من الجدل في الولادة، وبحلول الوقت الذي أنجبت فيه الملكة الأمير إدوارد، اختارت وسائل أخرى للولادة.

وصل الطفل الرابع للملكة، الأمير إدوارد أنتوني ريتشارد لويس، إلى العالم في 10 آذار 1964 الساعة 8.20 مساءً.

كانت هذه أول ولادة يحضرها الأمير فيليب مع زوجته؛ ما يجعلها مميزة أكثر للزوجين الملكيين.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *