... التخطي إلى المحتوى

  • ستيف روزنبرغ، موسكو بولين كولا، لندن
  • بي بي سي نيوز

جنازة غورباتشوف

صدر الصورة، Reuters

التعليق على الصورة،

اصطف الناس لدخول قاعة الأعمدة لحضور حفل تأبين ميخائيل غورباتشوف

وري جثمان ميخائيل غورباتشوف، الزعيم السوفيتي الأخير الذي وضع نهاية سلمية للحرب الباردة، الثرى اليوم السبت بعد أن ألقى آلاف الأشخاص في روسيا نظرة الوداع على نعشه وعبروا عن احترامهم له.

واصطف الكثيرون في طوابير لساعات للمرور أمام نعشه في قاعة الأعمدة التاريخية في موسكو، التي جرت العادة أن يسجى فيها القادة السوفييت السابقون فيها لإلقاء نظرة الوداع عليهم.

لكن الرجل الذي أشرف على تفكك الاتحاد السوفيتي لم يُمنح جنازة رسمية.

ولم يحضر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الذي وصف نهاية الاتحاد السوفييتي بأنها “أكبر كارثة جيوسياسية في القرن العشرين”، جنازة غورباتشوف.

وكان التفسير الرسمي للكرملين هو أن جدول أعمال بوتين لا يسمح له بالحضور.

وبينما كان الناس يشقون طريقهم داخل قاعة الأعمدة التاريخية لمجلس النقابات، تم تشغيل موسيقى حزينة وعلقت صورة ضخمة باللونين الأبيض والأسود لغورباتشوف من الشرفة.

وكان جثمان الرئيس السابق مسجاً في نعش مفتوح يحيط به حرس الشرف.

وجلست ابنته وأفراد أسرته الآخرون هناك بينما كان الناس يضعون أكاليل الزهور. سرعان ما كان هناك بحر من القرنفل الأحمر حول النعش.

صدر الصورة، Reuters

التعليق على الصورة،

جرت العادة ان يسجى جثمان الزعماء السوفييت في قاعدة الاعمدة لالقاء نظرة الوداع عليهم

هنا كان أسلاف غورباتشوف، القادة السوفييت مثل لينين وستالين وبريجنيف، يسجون أيضا قبل دفنهم.

يلقي العديد من الروس باللوم على ميخائيل غورباتشوف في إطلاق إصلاحات تسببت في فوضى اقتصادية، وأدت لانهيار الاتحاد السوفيتي.

صدر الصورة، EPA

التعليق على الصورة،

قاد الصحفي الروسي الحائز على جائزة نوبل للسلام، ديمتري موراتوف، التابوت في رحلة غورباتشوف الأخيرة إلى المقبرة

ولكن في الشوارع المحيطة بقاعة الأعمدة، اصطفت طوابير طويلة من سكان موسكو، صغارًا وكبارًا، احتراما للزعيم الراحل.

وكان من بينهم السياسي الليبرالي غريغوري يافلينسكي الذي قال: “هؤلاء الأشخاص جاءوا ليقولوا شكراً لك يا سيد غورباتشوف. لقد منحتنا فرصة، لكننا اهدرناها”.

وقال سيميون، المقيم في موسكو، لوكالة رويترز للأنباء: “أعتقد أنه كان سياسيًا غير عادي قدم مساهمة هائلة ليس فقط في التاريخ الروسي، ولكن في تاريخ العالم بأسره”.

“لقد حاول أن يمنحنا الحرية، لكننا لم نهتم بها، ولم نحتفظ بها. ومن المحزن أن مثل هؤلاء الناس قليلون”، كما قال يفغيني الذي حضر الجنازة.

وبعد هذه المراسم، تم نقل نعش غورباتشوف إلى مقبرة نوفوديفيتشي حيث دفن إلى جوار زوجته، رايسا، التي توفيت عام 1999.

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة،

نال ميخائيل غورباتشوف احتراما واسعا في الغرب، لكن الكثيرين في الداخل ذموه.

توفي السيد غورباتشوف يوم الثلاثاء الماضي عن عمر يناهز 91 عامًا.

تولى غورباتشوف السلطة في عام 1985، وأدخل إصلاحات جريئة وفتح الاتحاد السوفياتي على العالم.

لكنه لم يتمكن من منع انهياره في عام 1991، ويلقي الكثير من الروس باللوم عليه في سنوات الاضطرابات التي تلت ذلك.

أما خارج روسيا فقد كان يحظى باحترام واسع، حيث قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنه “غير مسار التاريخ”، ووصفه الرئيس الأمريكي جو بايدن بأنه “زعيم نادر”.

ومن بين الذين ألقوا نظرة الوداع عليه ومروا أمام النعش يوم السبت رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، وهو حليف مقرب لبوتين. ولم يحضر زعماء أجانب سواه.

كما ظهر في الجنازة في وقت لاحق حليف آخر لبوتين، سلفه ديمتري ميدفيديف والذي وانتقد الغرب على “سعيه لتفكيك روسيا”.

ومن بين الحضور الآخرين الصحفي الروسي الحائز على جائزة نوبل للسلام، ديميتري موراتوف، الذي أشاد بغورباتشوف لوضعه حقوق الإنسان “فوق الدولة”، كما حضر سفراء الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا.

في الواقع، كان الكثير من الروس حريصين على التعبير عن احترامهم لـ غورباتشوف وتوديعه، لذلك كان لا بد من تمديد مراسم الجنازة.

لكن حقيقة أن هذه لم تكن جنازة رسمية، هي علامة على أن القيادة الحالية في الكرملين لا تهتم كثيرًا باحترام إرث غورباتشوف.

من المعروف جيدًا أن علاقة بوتين مع غورباتشوف كانت متوترة وبحسب ما ورد كان اجتماعهما الأخير في عام 2006.

وفي الآونة الأخيرة، قيل إن السيد غورباتشوف لم يكن سعيدًا بالغزو الروسي لأوكرانيا، على الرغم من أنه دعم ضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية في عام 2014.

ويُنظر إلى غورباتشوف في الغرب على أنه مهندس الإصلاح، الذي خلق الظروف لنهاية الحرب الباردة في عام 1991، حيث اتسمت العلاقات بين الاتحاد السوفيتي والدول الغربية، بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا بالتوتر الشديد.

حصل الزعيم السوفييتي الراحل على جائزة نوبل للسلام عام 1990، “لدوره القيادي في التغييرات الجذرية في العلاقات بين الشرق والغرب”.

لكن في روسيا الجديدة التي ظهرت بعد عام 1991 كان بعيدا عن السياسة، وركّز على المشاريع التعليمية والإنسانية.

قام غورباتشوف بمحاولة غير موفقة للعودة إلى الحياة السياسية في عام 1996، لكنه حصل على 0.5 في المئة فقط من الأصوات في الانتخابات الرئاسية.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *